كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك

سانتا ماريا إين كوزميدين- روما

٢٦ ٤ ٢٠١٣



 


 


بازيليك القدّيسة ماريا إن كوزميدين

Piazza Bocca della Verità, 18
00186 Roma
Tél. et fax        + 39 - 66 - 781 491
 santamariaincosmedin@gmail.com

 












نبذة تاريخية

في أواخر أيام المجمع الفاتيكاني الثاني (في 8/12/1965) وهب البابا بولس السادس بازيليك القدّيسة مريم إن كوزميدين إلى البطريرك مكسيموس الرابع صايغ وخلفائه، كمركز دائم لكنيستنا في روما مع جزء من القصر مقرّ الشمامسة الذي كان مقرّ للكرادلة الشمامسة في البازيليك.

كانت هذه الكنيسة إلى ذلك التاريخ مركزًا لمجمع الرهبان القانونيين اللاتين. أصبحت مجددًا مخصّصة للطقس البيزنطي كما كانت في الماضي حينما عهد بها البابا أدريانوس الأول إلى اليونانيين الذين لجأوا إلى روما أثناء حرب الإيقونات في القرن الثامن عشر.

إنها صرح أثري ذات طراز متعدّد (باندماج ما بين الطراز الشرقي والكورينتي)، أُدخِلَت إليه عدّة تعديلات هامة على مدى القرون.


موقعها ورسالتها

تقع كنيستنا كحارس صامت وعظيم ساهر على الماضي على مدخل وادي المورسيا المسمّى هكذا نظرًا لكثرة أشجار الآس التي تنمو في المنطقة وقريبة أيضًا من نهر التيبر ومن التلال الشاهدة على نشأة روما، وهي الأفانتان والبلاتان وأبعد قليلاً من الكابيتول.

الأفنتان كان بموجب موقعه على مفترق طرق الاتصالات الكبيرة بالعالم القديم: طريق الأبيان وطريق أوستياكانا يربطان روما ببقيّة العالم بينما كان التيبر يُوصِل إلى البحر القريب. كان الوافدون من الخارج يستقرون على هذه التلّة مفضلينها على غيرها لأنها أكثر انفتاحًا عن الأخريات.

على قمة هذه الهضبة توجد كنيسة صغيرة على اسم القدّيسة بريسكا، يعود تاريخها إلى عهد بعيد حيث يُقال أنها بنيت على موقع منزل بريسكا وأكويلاس الذين يدعوهما القديس بولس مساعدَيه (روما 16: 3-5) وحيث يقال أنه أقام عندهما. والمعروف أيضًا أن القديس بطرس منح هنا المعمودية للموعوظين الأولين. إذًا، يُعتبر هنا مهد كنيسة روما وهو اليوم الرعية التي تتبع لها إداريًا بازيليك القدّيسة ماريا إن كوزميدين.

أمّا الجزء الآخر من الأفانتان، فهو يحافظ على تذكار القديس سابا الرمز العظيم لنهج النسكية الشرقية وتقع كنيسته على موقع بيت القدّيسة سيلفيا والدة القديس غريغوريوس الكبير. وهنا نشأت بتأثير من الشرق أول مؤسسة رهبانية في روما. يذكر التاريخ عندما قدم القديس الشهير أثناسيوس بطريرك مصر إلى روما في عام 340، والذي بفضل نشاطه جنّب العالم المسيحي بدعة الآريوسية، أقام في الأفانتان عند السيدة ألبينا.

فكان مثاله ومثال الراهبَين المصريَين معاونَيه قد أثارا إعجاب السيدة النبيلة وابنتها مارسيليا التي ما لبثت أن تكرّست للرب ومارست التقشف الشرقي التقليدي وأسّست في بيتها أول دير في روما. نجد أيضًا الطابع المسكوني للأفنتان في شفعاء كنائسه: القدّيسة بريسكا والقدّيس سابا هما مؤسّسات مشرقية خدمهما لزمن طويل رهبان شرقيون.

ومن بعدهم أكملت الرهبانيات والأديرة الغربية هذا التقليد القديم المقدّس لكنيسة واحدة لا ترفض الاختلاف والتعدد. وجود هذه الكنيسة عند سفح الأفنتان يُعبِّر بقوة عن الطابع المسكوني الذي يميّز هذا الجبل وأصوله القديمة كما يُعبِّر عن صفة الكنيسة الجامعة ووحدتها من خلال الطقوس والعرق واللغة والثقافة والذهنية.

إن المشرقيين والغربيين يعملون سوية لصالح الكنيسة واضعين سوية تراثهم وقداستهم في خدمة الله والبشر. بالقرب من هذا المكان توجد جامعة الأتينيه Athénee الحبرية القدّيس أنسالم بإدارة الآباء البندكتان حيث درس الكثير من الإكليريكيين الموارنة والسريان الكاثوليك والروم الملكيين منهم الذي أصبح فيما بعد البطريرك غريغوريوس الثالث لحام.

خلال السنوات الطويلة لرئاسته لهذه الجامعة وضع الأرشمندريت الياس جروان (المتقاعد حاليًا) من أبرشية صيدا والذي كان أيضًا مراقبًا في محكمة الروتا الرومانية من 1981 إلى 1996 بتصرف العديد من الحجاج زائري البازيليك ترجمة (مع القسم الموسيقي) لليترجيا القدّيس يوحنا فم الذهب باللغات الإيطالية والفرنسية والإنكليزية والألمانية والإسبانية (الكاستليان).

ونثبت هنا كلمات قداسة البابا بولس السادس الذي أراد أن يوكل هذه البازيليك الأثريّة، إلى المثلث الغبطة مكسيموس الرابع الصائغ، بتاريخ شهر حزيران، سنة 1972:

"إنّ منزلتها جديرة بأن تُعرف، وهي بحدّ ذاتها مدرسة، ونعني بذلك أنّها موضوع درس تاريخيّ وفنيّ ودينيّ. فالسيّدة ماريَّا إن كوزمدين، تمثِّل رمز هذه المدينة روما بواقعها، فهي بازيليك جميلة تجمع إلى أصولها تذكارات المدينة الخالدة وثنيّة ومسيحيّة، وتحدّد معالم وجه هذه المدينة، بمَا كان لها من علاقة مع الشرق اليونانيّ؛ فتسمية هذا الموقع من التيبر بالمرفأ اليوناني (Ripa Greca) ، مع ما كان في هذه الناحية من أبنية أُخرى يذكّرنا أيضًا بوجود جالية بيزنطيّة كبيرة العدد، والتي لأجلها أراد البابا أدريانوس الأول (772-795) أن يعيد بنيان هذه البازيليك، ويوسّعها ويجمّل الرعيّة المحليّة. فتحلّت منذ ذلك الحين، بلقب "إن كوزمدين". وهو يعني بالتحديد "المجمّلة".

"وإنّ هذا البناء، بقيمته القدسيّة والرمزيّة، يحقق الانتقال من الفكر إلى الغاية ليخدمها بأكثر سهولة".


كهنتها

1966-1968  الأرشمندريت جورج غريب

1969-2001   الأرشمندريت الياس جروان

2004- .....  الأرشمندريت مطانيوس حداد (المخلصيّ)