كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك

السينودس المقدس 18-23 حزيران 2012، عين تراز

١٨ ٦ ٢٠١٢




 سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك
حزيران 2012
لائحة بالحضور

 
 
I- الســـادة الأساقفــة
 

صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم
صاحب السيادة المطران بولس برخش متروبوليت بصرى وحوران (جبل العرب)
صاحب السيادة المطران أندريه حدّاد رئيس أساقفة الفرزل وزحلة وسائر البقاع سابقًا
صاحب السيادة المطران إبراهيم نعمة متروبوليت حمص وحماه ويبرود سابقًا
صاحب السيادة المطران جورج رياشي رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال
صاحب السيادة المطران يوحنا حدّاد متروبوليت صور سابقًا
صاحب السيادة المطران كيرلس بسترس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما
صاحب السيادة المطران نيقولا سمرا رئيس أساقفة نيوتن في الولايات المتحدة الأميركية
 
صاحب السيادة المطران بطرس المعلّم رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل سابقًا
صاحب السيادة المطران إيسيدور بطيخة متروبوليت حمص وحماه ويبرود سابقًا
صاحب السيادة المطران جورج المرّ رئيس أساقفة بترا وفيلادلفيا وسائر الأردن سابقًا
صاحب السيادة المطران جان جنبرت متروبوليت حلب وسلوقية وقورش
صاحب السيادة المطران فارس معكرون رئيس أساقفة ساو باولو (البرازيل)
صاحب السيادة المطران جورج كحّالة الإكسرخوس الرسولي في فنزويلا
صاحب السيادة المطران عصام يوحنا درويش رئيس أساقفة الفرزل وزحلة وسائر البقاع
صاحب السيادة المطران نيقولا صوّاف رئيس أساقفة اللاذقية وطرطوس
صاحب السيادة المطران جوزيف العبسي النائب البطريركي في دمشق، رئيس اساقفة طرسوس شرفًا
صاحب السيادة المطران يوسف جول زريعي النائب البطريركي في القدس الشريف
صاحب السيادة المطران جورج حدّاد رئيس أساقفة بانياس ومرجعيون (قيصرية فليبّس)
صاحب السيادة المطران إبراهيم إبراهيم رئيس أساقفة كندا
صاحب السيادة المطران الياس رحّال رئيس أساقفة بعلبك
صاحب السيادة المطران جورج بقعوني متروبوليت صور
صاحب السيادة المطران الياس شقّور رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل
صاحب السيادة المطران جورج بكر النائب البطريركي في مصر والسودان، رئيس أساقفة بيلوسيوس شرفًا
صاحب السيادة المطران ميخائيل أبرص المعاون البطريركي في لبنان، رئيس أساقفة ميرا ليكيا شرفًا
صاحب السيادة المطران عبده يوحنا عربش رئيس أساقفة الأرجنتين
صاحب السيادة المطران إيلي بشارة حدّاد رئيس أساقفة صيدا ودير القمر
صاحب السيادة المطران ياسر عيّاش رئيس أساقفة بترا وفيلادلفيا وسائر الأردن
صاحب السيادة المطران روبير ربّاط رئيس أساقفة أوستراليا ونيوزيلندا
 

 
 

قدس الأرشمندريت غبريال غنّوم الإكسرخوس والمدبّر البطريركي لأبرشية المكسيك
 

 
 
II- الرؤساء العامون للرهبانيات
 

قدس الأرشمندريت جان فرج رئيس عام الرهبانية الباسيلية المخلصية
قدس الأرشمندريت سمعان عبد الأحد رئيس عام الرهبانية الباسيلية الشويرية
قدس الأرشمندريت نجيب طوبجي رئيس عام الرهبانية الباسيلية الحلبية
قدس الأب العام الياس آغيـا رئيس عام الجمعية البولسية
 

 
بالإضافة إلى:
الأشمندريت نقولا حكيم
الاب أنطوان ديب
الأب جورج إسكندر
الأب جوزيف جبارة
 
 

 
 

 
 
كلمة غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث الكلِّيِّ الطُّوبى
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندريَّة وأورشليم
للرُّوم الملكيين الكاثوليك
في افتتاح سينودس أساقفة كنيسة الرُّوم الملَكيِّين الكاثوليك
عين تراز 18-23/حزيران/2012


مقدمة
نعمة الرُّوح القدس تجمعنا من جديد! إنَّ عِقْدَ سينودسنا يكتمل بحضوركم أيُّها الإخوة الأحبَّاء السَّادة المطارنة أعضاء السِّينودس المقدَّس والرُّؤساء العامِّين لرهبانيَّاتنا المباركة التي تقدِّم الخدمات الجلَّى لكنيستنا في البلاد العربيَّة وبلاد الانتشار.

نجتمع للمرَّة الثالثة (حزيران 2011، وشباط 2012) في ظلِّ ظروفٍ صعبة تهزُّ مشرقنا العربيّ في كلِّ أرجائه، بدرجاتٍ متفاوتة. ونشعر أكثر من أيِّ وقتٍ مضى بارتباط بلداننا العربيَّة فيما بينها وارتباطنا بها، بحيث يتمُّ فيها ما قاله بولس الرَّسول: "إذا تألَّم عضوٌ تألَّمت معه سائر الأعضاء" (1كورنثوس 12: 26).

إنَّنا بحاجةٍ في هذه الظروف الصَّعبة، إلى أنوار الرُّوح القدس لأجل نجاح عقد هذا السِّينودس المقدَّس الذي فيه نمارس عملاً مهمًّا أساسيًّا مفصليًّا في خدمة وإدارة كنيستنا البطريركيَّة.
سيتركَّز سينودسنا على الأمور التالية.

       
رعاة جُدُد
علينا أوَّلاً أن ننتخب مطارنة ورعاة للكراسي الشاغرة في الأبرشيَّات. وثانيًا علينا أن نتابع اختيار وتهيئة رعاة ومطارنة لحاجات أبرشيَّاتنا في السَّنوات القادمة. وثالثًا سنعالج المعايير التي يجب اتباعها لأجل تهيئة كهنة قدِّيسين أكفَّاء لحمل رسالة السَّيِّد المسيح إلى الرَّعيَّة وإلى العالم.

 
أهمية التواصل
نفرح بهذا الاجتماع السَّنوي. ولكنَّه من الضروريّ أن يكون التواصل بيننا خارج السِّينودس أكثر كثافةً وفعاليَّة وتقنيَّة، لأجل دعم بعضنا البعض وتشجيع بعضنا بعضًا، والتعاون والتضامن وتبادل الخبرات الرُّوحيَّة والرَّعويَّة والإداريَّة.

وربَّما كان من المفيد أن نضع بعض الخطوط العمليَّة لتحقيق هذا الأمر، على مستوى أبرشيَّات المشرق العربي، وعلى مستوى أبرشيَّات الانتشار. وحتَّى الآن لم نعمل ما يجب عمله في هذا السَّبيل.

وأنا شخصيًّا أطمح كبطريرك أن أتواصل بتواتر ليس فقط مع المطارنة إخوتي الأحبَّاء، ولكن أيضًا مع الكهنة والرُّهبان والرَّاهبات والعلمانيين، بخاصَّةٍ العاملين في قطاعات الخدمات الشتَّى في أبرشيَّاتنا. وأطمح بنوعٍ محدَّد وعملي إلى أن أُراسِلَ بوسائل التواصل المعاصرة أكبرَ عددٍ مكن من أبنائنا وبناتنا، بأسمائهم وعناوينهم... وهذا الأمر ضروري لأجل دعم الانتماء إلى الكنيسة والالتزام بقيمها ومبادئها.

كما لا بدَّ لنا من التواصل لأجل خير أبنائنا الرُّوحي، لكي نثبِّتهم في الإيمان المقدَّس. ولا بدَّ أيضًا من التواصل لأجل اكتشاف الطُّرق الكفيلة لكي نتعاون لأجل دعم مشاريع كنيستنا الرُّوحيَّة والاجتماعيَّة والصِّحيَّة والثقافيَّة والتربويَّة والحواريَّة، وذلك روحيًّا ومعنويًّا وأيضًا ماليًّا.

 
 طاقات كنيستنا
إنَّ طاقاتٍ جبَّارة تكمن ولا شكّ في رعايانا. وعلينا اكتشافها والإفادة منها. وفي ذلك خيرٌ للكنيسة جمعاء، للرُّعاة والرَّعيَّة، للآباء والأبناء، وبخاصَّةٍ للأجيال الطَّالعة، التي تحتاج إلى أمثلةٍ أمامها لكي تبقى أمينةً لإيمان كنيستها وتراث طائفتها، ومن خلال الأمانة يزيد الانتماء. كما أنَّ الانتماء دعامةٌ للأمانة وللإيمان ولمسيرة أبنائنا الرُّوحيَّة والإيمانيَّة.

لقد عرضتُ أفكارًا كثيرةً في السَّنوات الأخيرة حول هذا الأمر، ولكن النتائج بقيت ضئية جدًّا. وأنا لا أزال أطمح أن أُحقِّق حلمي الكنسي الكبير بإنشاء "التضامن الملكي"، الذي يمكن أن يكون سبب نهضةٍ كبيرةٍ شاملةٍ في كنيستنا.

       
الدعوات الكهنوتية
هذا كلُّه يُكتَب له النَّجاح، إذا توفَّرت لدينا الدَّعوات للتكرّس في الحياة الكهنوتيَّة والرَّهبانيَّة الرِّجاليَّة والنِّسائيَّة. فعدد الكهنة والرهبان والراهبات يقلُّ رويدًا رويدًا أيضًا في كنيستنا.

فقبل أعوامٍ معدودة كان عدد طلاب الكهنوت في إكليريكيَّتنا البطريركيَّة القدِّيسة حنّة التي تخدم جميع أبرشيَّاتنا يصل إلى الخمسين، واليوم انحدر إلى 23 طالبًا...

       
زيارة قداسة البابا إلى لبنان
أُحبُّ أن أُشير إلى ضرورة أن نسـتعدّ ككنيسة روم كاثوليك لاستقبال قداسة البابا بندكتوس السَّادس عشر في لبنان في أيلول المقبل. وسيكون أوَّلُ لقاء كنسي مع قداسته في كنيسة القدِّيس بولس في حريصا، حيث سيُكرِّم قداسته كنيستنا وبطريركيَّتنا بأن يوقِّع الإرشاد الرَّسولي فيها في يوم عيد رفع الصَّليب المقدَّس في الرَّابع عشر من ايلول بعد الظُّهر.

ربَّما وضعنا بعض الأفكار الخاصَّة بكنيستنا وتراثها وتاريخها ودورها ورسالتها على كلِّ الأصعدة راعويًّا ومسكونيًّا ووطنيًّا وعربيًّا. وآمل أن يُتاح لنا أن نضع خطوط وثيقة خاصَّة نرفعها إلى قداسته بهذه المناسبة.

وتعلمون أنَّ الإرشاد الرَّسولي هو خلاصة السِّينودس لأجل الشرق الأوسط. وهنا أُحبُّ أن أُشير إلى أمرٍ هامّ ومفصليّ في هذا السِّينودس الذي شاركنا فيه كلّنا ألا وهي القضية الفلسطينية. (وأنا في صدد طباعة كتاب خاصّ بدور كنيستنا في هذا السِّينودس، ويحوي كلّ الخطابات التي ألقاها آباء كنيستنا في السِّينودس).

       
أهمية القضية الفلسطينية
إنَّ أهمَّ القضايا التي كانت موضوع دراسةٍ مميَّزة في السِّينودس هي القضيَّة الفلسطينيَّة وأهمِّيَّة وأولويَّة حلّ الصِّراع الفلسطيني الإسرائيلي والعربي، وذلك من خلال الاعتراف بالدَّولة الفلسطينيَّة (يوجد في ملفات السينودس وثيقة بالفرنسية وضعتها بهذا الشأن وأرسلتها إلى المجالس الأسقفية وإلى مراجع كثيرة).

ونحن نعلم تاريخ كنيستنا النضاليّ في سبيل هذه القضيَّة. وكلُّنا والفلسطينيُّون والعالم كلِّه يعرفون أسماء المطارنة: غريغوريوس حجَّار، وجبرائيل أبو سعدى، وإيلاريون كبُّوجي. ونحن خدمنا القضيَّة الفلسطينيَّة في خطِّ أسلافنا في الأرض المقدَّسة على مدى ستٍّ وعشرين سنة كنائب بطريركي في القدس. وساهمنا محلِّيًّا وإقليميًّا وعالميًّا في سبيل الحلِّ العادل لهذه القضيَّة. ولا نزال كبطريرك نتابع النَّهج نفسه. وقد عرضنا الموضوع مع إخوتنا الأساقفة بطريقةٍ واضحة صريحةٍ وجريئة في السِّينودس لأجل الشرق الأوسط. وإنَّنا نعتبر القضيَّة الفلسطينيَّة أمانةً في عنقنا، وجزءًا جوهريًّا من تاريخ كنيستنا ورسالتها ودورها الانفتاحي الواسع في العالم العربي. وإنَّ تأسيس مركز "لقاء" قرب مقرِّنا في لبنان في الرَّبوة، هو أيضًا خدمةٌ لهذه القضيَّة. وكانت أوَّلَ نشاطاته ندوةٌ حول هذه القضيَّةِ المحورِ في تاريخ المنطقة ومصيرها، ومصير الحضور المسيحي والشهادة المسيحيَّة والدَّور المسيحي والرِّسالة المسيحيَّة فيها.

       
بشرى الإنجيل المتجدّدة
من جهةٍ أخرى، لا بدَّ لنا أن ندرس في سينودسنا الخطوط الأساسيَّة للسِّينودس القادم الذي سيُعقَد في روما في تشرين الأوَّل المقبِل (2012)، والذي سأُشارك فيه شخصيًّا. وعلينا أن ننتخب مطرانًا من سينودسنا ليُشارك فيه معي. وآمل أنَّنا سنقدِّم في السِّينودس وخارجه أفكارًا حول الموضوع الأساسي: وهو حمل بشرى الإنجيل المقدَّس إلى مجتمعنا اليوم، مجتمعنا العربيّ ذي الأغلبيَّة المسلمة. وكيف نقوِّي ونثبِّت الإيمان المقدَّس في رعايانا، وبخاصَّةٍ في العائلات وعند الشباب، وهم مستقبل الكنيسة والمجتمع.

       
أوضاع الأبرشيات
كما أنَّنا سنطَّلع باهتمامٍ خاصّ على أوضاع أبرشيَّاتنا في البلاد العربيَّة والمهاجر أو الانتشار. وبخاصَّةٍ سنطَّلع على أوضاع أبرشيَّاتنا في ظلِّ الأوضاع الرَّاهنة، والأخطار المحيطة بالوجود المسيحي والشركة المسيحيَّة والشهادة الإنجيليَّة في المجتمع المليء بالتحديات.


أوضاع بلادنا العربية
إنه السينودس الثالث الذي نعقده وبلادنا تعصف فيها رياح عاتية وتسيل الدماء غزيرةً في المغرب العربي، وفي مصر، وفي البحرين، وفي فلسطين، وفي العراق، وفي سوريا، وحتّى في لبنان. والمشكلة الكبرى حاليًا هي وضع سوريا، وهو وضع مرتبط بالعالم العربي ومرهون به. أكتفي هنا بمراجعة بعض الأفكار التي وضعتُها في رسالة الفصح حيث تكلمتُ عن إيماننا على الرغم من واقع حياتنا المؤلم وبالرغم من ضعفنا أمام الألم والمرض والشك وتسلّط الشر وجلبة السلاح ومشاهد الحرب والعنف والقتل والتدمير والتفجير والأعمال الإجرامية وكل قوى الشر المحيطة بنا من كل حدب وصوب. وأود أن أستذكر معكم كلمة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر أثناء زيارته لإفريفيا في 2011:

"الكنيسة لا تُقدِّمُ حلولاً تقنيَّة، ولا تفرضُ أيَّ حلٍّ سياسيّ، بل تردِّد: لا تخافوا! فإنَّ البشريَّة ليست وحدها أمام تحدِّيات العالم. فإنَّ الله حاضر! هذا هو نداء الرَّجاء! إنَّه رجاءٌ مولِّدٌ للقوَّة. ويَشحذُ الفكر ويُعطي للإرادة كلَّ قوَّتها. كان رئيس أساقفة تولوز (فرنسا) الكاردينال سالياج يقول: ‘أن ترجو لا يعني أنَّك تستسلم، بل هذا يعني أنَّك تضاعف نشاطك...’ وهكذا فإنَّ الكنيسة تواكب الدَّولة في رسالتها، إذ تشير بدون ملل دائمًا إلى الجوهري: الله والإنسان. الكنيسة تريد بطريقةٍ واضحة وبدون خوف أن تقوم برسالتها العظيمة بأن تكون كنيسةً مربِّيةً وشافية ومُصلِّية (راجع لو 8:11). وتدلُّ دائمًا أين هو الله! (راجع متَّى 6: 21). وأين هو الإنسان الحقيقي! (راجع متَّى 20: 26، ويو 19: 5). إنَّ فقدان الأمل هو أنانيَّة. وأمَّا الرَّجاء فشراكة! أليس هذا طريقًا رائعًا يُقدَّمُ لنا؟ إنَّني أدعو جميع المسؤولين السِّياسيين والاقتصاديين، والعالم الأكاديمي الجامعي، وعالم الثقافة، وأقول لهم: "كونوا زارعي الأمل والرَّجاء!" (خطاب قداسة البابا بندكتوس السَّادس عشر في كوتونو، إفريقيا، في 19 تشرين الثاني 2011).

 
دعوة المسيحيين اليوم
وأقول في رسالتي لعيد القيامة 2012
المحبَّة خلاص العالم! وفقدان المحبَّة هلاك العالم!
التخوُّفات والهواجس والثورات تغزو عالمنا العربيّ، ويشعر بها المسيحيُّون ربَّما أكثر من غيرهم، مع العلم أنَّنا كلَّنا، كما ذكرنا أعلاه، معرَّضون للوهن والهشاشة وسرعة العطب...

أمام كلِّ هذا، علينا نحن المسيحيين أن نجد مكاننا، ونكتشف دعوتنا، وما هو تدبير الله الخلاصيّ علينا. وعلينا بنوعٍ خاصّ أن نكون متضامنين مع هذا العالم العربيّ الذي هو عالمنا، وفيه جذورنا. وقد صنعنا الكثير الكثير من تاريخه وأدبه وحضارته. لا بل نحن بناة العروبة فيه وصانعوها ومفكِّروها ومنظِّروها وروَّادها وناشروها.

هذا هو الوقت الذي فيه على المسيحيين أن يكتشفوا قوَّة المحبَّة "التي أُفيضت في قلوبهم بالرُّوح القدس السَّاكن فيهم" (رومانيُّون 5: 5)، وقوَّةَ الإنجيل، وصحَّة تعاليم السَّيِّد المسيح! أجل عليهم أن يكتشفوا أنَّهم أبناء القيامة. وأنَّ قيامتهم هي التزامهم قضايا بلادهم وأوطانهم وشعوبهم ومواطنيهم جميعًا. فهم الذين يُسهمون في قيامة المجتمع. مع كونهم القطيع الصَّغير الذي أَوكل إليه السَّيِّد المسيح هذه الرِّسالة العظيمة الخالدة الثابتة غير المتزعزعة، ألا وهي دعوته لنا أن نكون نورًا وملحًا وخميرةً في مجتمعنا.

إنَّنا نشارك ونشترك مع أوطاننا في ضعفها وفي وهنها وهشاشتها وسرعة عطبها، لكي نكتشف معًا ونحقِّق معًا قوَّة القيامة، وآمال القيامة. وقد عبَّر بولس الرَّسول عن ذلك بما رواه عن خبرته مع يسوع: "تكفيكَ نعمتي، لأنَّ قوَّتي في الضُّعف تكمل!" (2كور 21: 9). وأنَّه "إذا كان إنسانُنا الظَّاهر يتهدَّم، فإنسانُنا الباطن يتجدَّد يومًا فيومًا" (2كور 4: 16).

القطيع صغير وفعله كبير! إنَّه القطيع الصَّغير لأجل القطيع الكبير. وحماية الله للقطيع الصَّغير، هي لأجل خير القطيع الكبير، "لكي تكون لهم الحياة وتكون لهم أفضل" (يو 10: 10).

 
موقف كنيسة سورية
بالنسبة للوضع السوري، أريد أن أذكّر بالتصريح الذي أصدره رؤساء الكنائس الكاثوليكية في سوريا في اجتماعهم في 25 نيسان 2012 وهو يشرح موقف كنيسة سوريا.
"إننامتضامنون مع شعبنا السوريّ الصامد في إصراره على الحياة الكريمة ووحدة الوطن وتلاحمه بكافة مكوّناته الاجتماعيّة والدينيّة والوطنيّة، ومع مسيرة الإصلاح الشامل والفعّال الذي ينبغي أن يتحقق على أرض الواقع في المجالات السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة والخدميّة، بتضافر جهود جميع السوريين، دولةً وحكومةً وأحزابًا ومعارضة بنّاءة وأخصائيّين، ضمن الوحدة الوطنيّة والمشاركة الفعّالة في الحوار الوطنيّ، الذي من دونه لا يقوم إصلاح ويبقى مجرد رغبة، مع أنه السبيلالأمثل للخروج من دوامةالعنف والهيمنة. هذاالحوار دعت إليه الدولة، ونَهيب بكافة الأطراف الوطنيّة في الداخل وفي الخارج إلى المشاركة فيه لبناء سورية الجديدة الديمقراطيّة التعدّدية... إن العنف قد تجاوز الحدود ولا يسعنا إلاَّ أن نناشد ، بقوة وإصرار، الضمائر الحيّة لتعود إلى رشدها، فتقلع عن كل ما يدمّر الإنسان والوطن. لذانشجب كل أساليب العنف من حيث ما أتت، وندعو إلى عدم زج المواطنين الآمنين في الصراع السياسيّ، وعدم تخويف الناس وترهيبهم بالخطف والقتل والابتزاز والتخريب والاستيلاء على ممتلكاتهم، وفرض الذات بالقوة والبطش... إننا نتضامن مع آلام ومعاناة جميع المواطنين المتضرّرين من جراء الأحداث الأليمة ودوامة العنف في مناطق مختلفة من البلاد منذ 13 شهرًا، من مدنيين وعسكريين. ومن الطبيعي أن تتوجه أبصارنا بصورة خاصة إلى أسر أبنائنا المسيحيّين الذين اضطروا إلى النزوح من منازلهم ومناطقهم، بل استُخدموا أحيانًا دروعًا بشرية للاحتماء وكساحة معركة غير متكافئة. ففيما نقف إلى جانبهم في محنتهم نؤكد أننا سنبذل قصارى جهدنا في مدّ يد العون إليهم، بخاصة من خلال اللجنة الخيريّة المشتركة العاملة في بطريركيتنا في دمشق، متابعين احتياجاتهم الماديّة والرعويّة والاجتماعيّة والصحيّة."

وجاء في البيان الذي صدر عن أصحاب الغبطة بطاركة سورية في أيار 2012.

" نصلي إلى الله تعالى ليضمِّد جراح سورية والسوريين، فيعود أبناء الوطن الواحد إلى بعضهم البعض، بالمحبة والمصارحة والمصالحة والمسامحة والتآزر والحكمة، مفضّلين دائماً مصلحة الوطن على أية مصلحة أخرى، بعيدين كل البعد عن العنف بكافة أشكاله، واضعين نصب أعينهم كل ما هو لخير وطننا العزيز وبنائه مجدداً على أسس حضارية وإنسانية، قوامها العدل والمواطنة الصالحة والعيش المشترك والسلمية في حرية التعبير، وكل ما من شأنه خدمة الوطن والمواطن."
 
 
 
أوضاع لبنان
بالنسبة للأوضاع في لبنان، فإني أكرّر ما قلته إثر عودتي من الزيارة الرعوية إلى أوروبا في أيار. إننا نثمّن دعوة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني وهو بالفعل قد بدأ. نرى في هذه المبادرة خطوة هامة نحو التهدئة وإبدال الخطاب السياسي المتشنج بخطاب عقلاني مسؤول. نشجع القادة والزعماء على التلاقي، لأن حلّ الأمور بالتفاهم يجب أن يبقى الهمَّ الأساسي لكلّ المسؤولين، خصوصا في هذه الظروف الدقيقة والاستثنائيّة التي تمرّ فيها المنطقة، ولبنان جزء منها.

ونستنكر بشدّة الأحداث المتنقّلة والأليمة التي عرفتها بعض المناطق اللبنانيّة في الآونة الأخيرة، والتي بأسف تزيد من معاناة الناس المعيشيّة والحياتيّة. وندعو الفرقاء إلى التهدئة والابتعاد عن الاحتكام إلى لغة السلاح وسلوكيات الحرب، مؤكّدين دعمنا للجيش اللبناني وتضحياته، وما يقوم به من احتضان للسلم الأهلي وحماية الكيان اللبناني بمؤسّساته الدستوريّة وتركيبته المجتمعيّة والتوافقيّة. ونعتبر أن مؤسسة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والمؤسّسات الأمنية هي الركائز الأساس التي يبنى عليها استقرار الوطن وأمن المواطنين.

وندعو إلى العمل الدائم من أجل السلام، مؤكّدين على أن يقوم لبنان بدور إيجابي، خاصّةً لأجل وحدة الصفّ العربي والخيار العربي والعمل العربي، وهذا دوره نظرًا لطبيعته السياسية وتكوينه الديني والثقافي والاجتماعي، وهذا ما يحقّق قول قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إن لبنان رسالة. وهنا نرى أنه بمقدور لبنان أن يقوم بهذه المهمّة المحليّة والعربيّة والدوليّة، لتجنيب المنطقة المزيد من الانقسامات والخلافات، لأن ما يصيب المنطقة يصيبه وما يصيب لبنان يصيب المنطقة. ونعتبر أن النزاعات الداخلية هي مقتلة الأوطان، رافعين شعار:

"تعالوا نقول لا للحرب...لا للتقاتل... لا للفتنة....ونعم للوحدة والحوار والسلام"  

ونعتبر أن أجواء الحوار هي خير تهيئة للزيارة التي سيقوم بها قداسة البابا بندكتوس السادس عشر إلى لبنان. ومن هنا أهميّة أن تستعد كنيسة لبنان، لا بل كنيسة المشرق العربي، لأجل إنجاح هذه الزيارة البابويّة التاريخيّة، نظرا لأهميّتها البالغة في جو التغيّرات والاضطرابات التي يشهدها العالم العربي، بحيث تكون الزيارة بذاتها رسالة إلى الدول العربيّة، بعد انعقاد السينودس الخاص بكنائس الشرق الأوسط، ومتابعة للأفكار التي اقترحها رعاة الكنائس في خلال السينودس.

 
نداء إلى زعماء العالم من أجل السلام
أرفع نداءً إلى قادة العالم، لأقول لهم إن السلام في منطقة الشرق الأوسط هو مسؤوليتكم جميعًا وهو مفتاح السلام لكم أيضًا. فتعالوا إلى أرض السلام لصناعة السلام.

 
الختام
إننا ندعو إلى الصوم والصلاة بمناسبة صوم الرسل (وأيضًا في السينودس). لأجل أن يرحمنا الله وينم علينا بأكبر هدية: السلام لعالمنا العربي. ولنحبَّ بعضنا بعضًا لكي ننجِّح مجمعنا المقدّس ولنحبَّ بعضنا بعضًا لكي نخدم بمزيد من الإخلاص والغيرة رعايانا وننعش الأمل والرجاء والتفاؤل في قلوبهم ونثبت الإيمان المقدّس في نفوسهم لكي يعيشوا قيم الإنجيل في مجتمعاتهم ويكون مؤمنو رعايانا نورًا وملحًا وخميرًا في مجتمعهم.

ونختم برفع الصلاة لأجل شعوبنا العربية التي تعيش ظروف صعبة عسى أن يوصلها الرب الإله ويوصلنا إلى برِّ الأمان والسلام.


 

 
غريغوريوس الثالث
 
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم



 




البيان الختامي لسينودس أساقفة بطريركية الرّوم الملكيّين الكاثوليك
المنعقد في المقرّ البطريركيّ الصيفيّ
عين تراز من 18 إلى 23 حزيران 2012



إفتتح غبطة السيّد البطريرك غريغوريوس الثالث سينودس أساقفة بطريركية الرّوم الملكيّين الكاثوليك في المقرّ البطريركيّ الصيفيّ - عين تراز يوم الاثنين الثامن عشر من حزيران 2012 عند الساعة العاشرة صباحًا. حَضَرَ الإفتتاح أساقفة الشرق الأوسط، وأميركا، وأستراليا، والأساقفة الفخريِّون، والأساقفة النّواب والمعاونون البطريركيّون، والرؤساء العامّون للرهبانيّات الرجاليّة.


وهذه هي أسماء أعضاء السينودس المقدّس الذين حضروا: المطران بولس برخش متروبوليت بصرى وحوران، أندريه حدَّاد رئيس أساقفة الفرزل وزحلة وسائر البقاع سابقًا، المطران إبراهيم نعمة متروبوليت حمص وحماه ويبرود سابقًا، المطران جورج رياشي رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال، المطران يوحنّا حداد  متروبوليت صور سابقًا، المطران كيرلّس بسترس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما، المطران نقولا سمرا رئيس أساقفة نيوتن، المطران بطرس المعلّم رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل سابقًا، المطران إيسيدور بطيخة متروبوليت حمص وحماه ويبرود سابقًا، المطران جورج المرّ رئيس أساقفة بترا وفيلادلفيا وسائر الأردن سابقًا، المطران جان جنبرت متروبوليت حلب وسلوقية وقورش، المطران فارس معكرون رئيس أساقفة ساو باولو، المطران جورج كحَّالة الإكسرخوس الرسوليّ في فنزويلا، المطران عصام حنّا درويش رئيس أساقفة الفرزل وزحلة وسائر البقاع، المطران نقولا صوّاف رئيس أساقفة اللاذقيَّة وطرطوس، المطران جوزيف العبسي النائب البطريركيّ في دمشق، المطران يوسف جول زريعي النائب البطريركيّ في القدس الشريف، المطران جورج حداد رئيس أساقفة بانياس ومرجعيون، المطران إبراهيم إبراهيم رئيس أساقفة كندا، والمطران الياس رحّال رئيس أساقفة بعلبك، المطران جورج بقعوني متروبوليت صور، المطران الياس شقّور رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل، المطران جورج بكر النائب البطريركيّ في مصر والسّودان، المطران ميخائيل أبرص المعاون البطريركيّ في لبنان، المطران يوحنّا عبده عربش رئيس أساقفة الأرجنتين، المطران إيلي بشارة حدّاد رئيس أساقفة صيدا ودير القمر، المطران ياسر عيّاش رئيس أساقفة بترا وفيلادلفيا وسائر الأردن، المطران روبير ربّاط رئيس أساقفة أوستراليا ونيوزيلندا، والأرشمندريت جان فرج رئيس عام الرهبانيّة الباسيليّة المخلصيّة، الأرشمندريت سمعان عبد الأحد رئيس عام الرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة، الأرشمندريت نجيب طوبجي رئيس عام الرهبانيّة الباسيليّة الحلبيّة، والأب الياس آغيا رئيس عام جمعيّة الآباء البولسيّين.


واعتذر عن المشاركة لأسباب مختلفة السادة الأساقفة:

المطران هيلاربون كبوجي رئيس أساقفة قيصريّة فلسطين سابقًا، والمطران غريغوار حداد رئيس أساقفة بيروت وجبيل وتوابعهما سابقًا، والمطران سبيريدون مطر رئيس أساقفة ساو باولو سابقًا،  والمطران جان عادل إيليا رئيس أساقفة نيوتن سابقًا، والمطران يوسف كلاّس رئيس أساقفة بيروت وجبيل وتوابعهما سابقًا، والإكسرخوس غبريال غنّوم المدبّر البطريركيّ لأبرشية المكسيك.
ألقى غبطته كلمة في هذه المناسبة تناقلتها وسائل الاعلام المرئيّة والمكتوبة والمسموعة، تناول فيها الظروف الصعبة التي تمرّ بها شعوب المنطقة، محدّدًا القضايا التي سيعالجها السينودس. وبعد خلوة روحيّة ألقى عظتها المطران كيرلّس بسترس حول موضوع "يسوع المسيح المخلّص والفادي"، تدارس الآباء على مدى يومين المعايير لاختيار الدعوات الكهنوتيّة والتنشئة الإكليريكيّة، وطلبوا من اللجنة الأسقفيّة المشرفة على الإكليريكيَّة استخلاص ورقة عمل من الدراسات التي طُرحت في هذا السينودس والسينودسات السابقة، والتي لها علاقة بهذه المواضيع، تمهيداً لاقراراها واعتمادها في نظام الإكليريكيَّة.

وبعد الاطلاع على أوضاع إكليريكيَّة القديسة حنّة (الربوة)، عالج الآباء مسوّدة نظام انتقال الإكليريكيّين وطلاّب اللاهوت إلى أبرشيّة أو مؤسّسة حياة مكرّسة أخرى، وطلبوا احالتها إلى اللِّجنة القانونيّة لإدراجها في الشرع الخاص.

وتقرَّر عقد "يوم الكهنة" في كلّ أبرشية أو مجموع أبرشيات في العام 2013، على أن يُعقد في العام 2014 مؤتمر عام لكهنة الروم الملكيّين الكاثوليك.

وفي هذا الإطار، سيُعقد اجتماع لأبناء رعايا الروم الكاثوليك في أوروبا الغربيّة إكليروسًا وعلمانيّين في الأيّام 1- 2-3 تشرين الثاني 2012  في دير أوبازين (فرنسا).

تمّ انتخاب لجنة جديدة لإمانة سرّ السينودس مؤلّفة من السادة الأساقفة: إيلي بشارة الحداد، وجورج حداد، وجورج بقعوني. 

كما انتخب الآباء لجنة للإشراف على اكليريكيّة القديسة حنّة (الربوة) تتألَّف من السادة المطارنة: إيلي بشارة الحداد، والياس رحّال، وعصام درويش، وروبير ربّاط.

أوكل السينودس المقدّس إلى اللِّجنة القانونيّة دراسة الشرع الخاص بكنيستنا الذي صدر في العام 2004 والعام 2010 ليصار إلى تعديل ما يجب تعديله وزيادة ما يمكن زيادته.

وعُرض طلب فتح دعوى تطويب الدكتور بطرس وديع كسّاب، العلماني، ربّ العائلة ورسول الصعيد المصريّ، الذي عاش الفضائل المسيحيّة والانجيليّة وتميّز باندفاعه وغَيرته، وقرّ الرأي على ترك هذا الأمر لغبطته كي يقوم بالإجراءات الّلازمة محليًّا، لكونه الأسقف الأصيل على بطريركيّة الإسكندريّة التي ينتمي إليه الدكتور كسّاب.

واستُعرضت الخطوط الكبرى للسينودس العام الذي سيعقد في رومة من 7 حتّى 11 تشرين الأوّل 2012 حول "بشرى الإنجيل المتجدّدة"، فانتدب السينودس المقدّس سيادة المطران جوزيف العبسي كي يرافق غبطته للمشاركة فيه.

ورحبّ الآباء بزيارة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر إلى لبنان في منتصف شهر أيلول من هذا العام، بهدف التوقيع على الإرشاد الرسوليّ لسينودس الشرق الأوسط الذي عُقد في رومة عام 2010، وسيتم ذلك يوم عيد رفع الصليب الكريم المحيي في كنيسة القديس بولس في حريصا.

كما طرح الآباء موضوع تغذية الصندوق التعاضدي للطائفة. ووضعت آلية لتغذيته بهدف مساعدة الأبرشيات المحتاجة لاسيّما في سورية، وبخاصّة أبرشية حمص المنكوبة. 

وانتخب آباء السينودس رعاة للأبرشيات الشاغرة في الشرق الأوسط وبلاد الاغتراب تُعلن أسماؤهم في حينه.

على هامش أعمال السينودس، اجتمع مطارنة الانتشار للبدء بتحضير مؤتمرهم المقبل والمُزمع عقده في خريف 2013 في الولايات المتحدة الأميركيّة.

وأخيرًا، قرَّر الآباء عقد السينودس القادم في الأسبوع الواقع بين 17 و 22 من شهر حزيران في  العام 2013.

وتوقّف الآباء عند الأوضاع الحرجة والمأساويّة التي تشهدها منطقتنا عمومًا وسورية خصوصًا، ونبّهوا إلى أنَّ الدّم الذي يُسفَك سيخلّف وراءه أحقادًا وجراحًا من الصعب أن تداوى، وهذا أخطر من الحرب نفسها، وأكّدوا أن الكنيسة ستبقى إلى جانب جميع أبنائها خاصّة النازحين من منازلهم.

ثم ثمّنّ الآباء تصميم فخامة رئيس الجمهورية اللّبنانيّة العماد ميشال سليمان على متابعة الحوار الوطني، الذي يبقى بنظرهم الحلّ الأنجع لتخفيف الاحتقان السياسيّ. وهم يتمنَّون أن تبقى ثقة المواطنين والإخوة كبيرة ثابتة بلبنان. وأنّه بلد الأمان والضيافة والانشراح والانفتاح على إخوته العرب، ورسالته هي محبّته لهم وثقته بهم.

ويوم الثلثاء 19 حزيران، شارك سعادة السفير البابويّ "غبريال كاتشا" في جلسات السينودس حاملاً إلى الآباء بركة قداسة البابا، فحمّله الآباء بدورهم رسالة شكرٍ ومحبَّة إلى قداسته، متمنِّين أن تتمَّ زيارة قداسته للبنان مهما كانت الظروف في لبنان والمنطقة. فالجميع في انتظار هذه الزيارة التاريخيّة للبنان والمشرق العربيّ لأجل تدعيم قضايا العدل والسلام، لاسيّما في فلسطين وسورية.

وأتى خطاب قداسة البابا الذي ألقاه أمام المؤسّسات الكنسيّة المعنيَّة بمساعدة الكنائس الشرقيّة، يطمئن الجميع أن الزيارة قائمة، حيث قال فيه: "فلترافق شفاعة السيدة العذراء دائمًا الكنائس الشرقيّة في الوطن والشتات، ولتكن سندي في الزيارة المقبلة التي سأقوم بها بإذن الله إلى لبنان لوضع الختم على الأرشاد الخاص بسينودس الشرق الوسط". كما حذّر في خطابه هذا من انتقال النزاع في سورية إلى المنطقة. ودعا المجتمع الدوليّ إلى ألاّ يألو جهدًا لاخراج سورية من دوامة العنف ومن الأزمة التي طالت كثيرًا.

وفي الختام يدعوا الآباء أن تُقام الصلوات في الكنائس والبيوت والاجتماعات الرعويَّة لأجل الأمن والأمان وتحقيق العدالة والسلام في وطننا لبنان وفي سورية وأوطاننا العربيّة، بحيث نبقى فيها، في شراكة المحبّة، شاهدين لقيم الإنجيل المقدّس ومكتشفين دعوتنا المقدّسة، لنكون في مجتمعنا العربيّ نورًا وملحًا وخميرة.