صاحب الغبطة يوسف

رسالة موجهة لغبطة البطريرك من الأب الأنطوني، أنطوان ضو 2012

٧ ٤ ٢٠١٢



 

سبت النور 7 نيسان 2012


غبطة أبينا البطريرك غريغوريوس الثالث لحام
المسيح قام حقًا قام

إستمعت بانتباه كامل لحديثكم الشيّق على شاشة تلفزيون NBN. تأثرت كثيرًا بعرضكم للأوضاع المأسوية في سوريا. لقد تكلمتم من انطاكية الحيّة في دمشق، ومن القدس والاسكندرية ليس عن الاحوال في سوريا فحسب، إنما عن الحضور والوجود والشهادة والرسالة المسيحية في هذا الشرق المعذّب حيث المسيحيون يحملون صليب الرجاء على أرض مصر وفلسطين والعراق ولبنان وسوريا، وينتظرون الخلاص من المسيح المخلص، ومن الكنيسة الأم والمعلمة والشافية، ومن أصحاب الارادات الصالحة.
الكنيسة التي تحدثت عنها بلسانك وعينيك ووجدانك وأحزانك وقلبك وفي حركة جسدك هي كنيسة المسيحيين والمسلمين معًا. الكنيسة المسيحية الاسلامية حاملة الصليب، والتي سيقيمها المسيح معه مطهّرة واحدة. كنيسة القيامة والمحبّة والسلام والقيم والاخلاق والصبر والحكمة في هذا العالم العربي.
هذا هو لاهوت اللحظة. لاهوت المقاومة. لاهوت الحرّية والتحرير. لاهوت خلاص المشرق المعاصر. نحن لا نخاف على المسيحيين لأن كنيستنا محروسة من الله. والمسيح قال لنا: لا تخافوا أنا معكم الى منتهى الدهر. وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. كنيسة المسيحيين والمسلمين العرب التي لن تتمكن قوى الشر والصراع والفتنة والأنقسام والمصالح من الانتصار عليها، بعونه تعالى، وشفاعة أمنا مريم البتول، وشفاعة قديسي هذا الشرق، وبشارتك يا بطريرك المحبة والسلام والوحدة والعدالة.
2
لاهوت اللحظة هو لاهوت الشهداء والابرياء من الاطفال والنساء والرجال والشيوخ، لاهوت المهجّرين الذين فقدوا منازلهم، وأصيبت ممتلكاتهم، وتركوا أرضهم الى الداخل والخارج. فقراء فقراء، محتاجون محتاجون، أعطيتهم الأولية في نشاطك البطريركي الراعوي. ودعوتك جميع اخوة المسيح واخوتنا الاحباء الى العطاء. آملين أن يستجاب هذا النداء الصادق.
 حديثكم صلاة وتأمل وقراءة الهية Lectio Divina في صليب المسيح مخلّص المسلمين والمسيحيين والعالم. هي قراءة لاهوتية معمّقة عن وحدة المسيحيين والمسلمين التي تحققت في الشرق بجهاد الأباء والاجداد وصلواتهم. نريد أن نحافظ عليها ونطورها لنظل علامة الوحدة في العالم.
 يا أبا الوحدة، المجاهد طوال العمر، وعلى مساحة الوطن العربي والعالم المشرقي، نقدّرك، نحبّك، ونصّلي الى الله قائلين: لسنين عديدة يا سيّد. صوتك صوتنا. وفكرك فكرنا. وطوبى للكنيسة برعاتها الصالحين. نعيّدك مع إخوتنا وأهلنا في الشام وكل سوريا، قائلين: المسيح قام حقًا قام، راجين لكم المصالحة والسلام والحرّية في سوربا التي نحن مع شعبها، وإن تخلّت عنها بعض الأنظمة العربية والإسلامية والدولية. نحن منحازون الى محبتكم، لأنكم إخوتنا الأحباء، وأهلنا الكرام، اليوم والى يوم القيامة.
        

 

         الأب انطوان ضو