صاحب الغبطة يوسف

البطريرك غريغوريوس الثَّالث في لقاء وفد "الهيئة الدوليَّة للمصالحة والتضامن":

٤ ٥ ٢٠١٣



الربوة 4 أيار 2013
 

البطريرك غريغوريوس الثَّالث لحَّام في لقاء وفد
"الهيئة الدوليَّة للمصالحة والتضامن":
للإنتقال من استراتجيّة الحروب إلى إدارة السلام في المنطقة


صدر عن الديوان البطريركي البيان التالي:

    استقبل غبطة البطريرك غريغوريوس الثَّالث لحَّام في المقرّ البطريركي في الربوة صباح يوم السبت وفد الهيئة الدوليَّة لدعم المصالحة والتضامن برئاسة السيِّدة مارغريت ماغوير الحائزة على جائزة نوبيل للسلام. والذي يضمّ شخصيات عالميّة وناشطين ودعاةً للسلام، من مختلف دول أوروبا وأميركا وأستراليا، يزورون لبنان وسوريا بدعوة من صاحب الغبطة غريغوريوس الثَّالث.

وتأتي الزيارة التي تضمّ عشرين شخصية عالميَّة ناشطة في ميادين حقوق الإنسان والسلام والتضامن بين الشعوب إستجابة لنداء المصالحة الذي أطلقه غبطة البطريرك في 30 آب 2012، لتؤكِّد أنَّ منطق المصالحة والسلام يجب أن يحكم العلاقات بين الشعوب والدول والأنظمة، لأنَّ الحقّ بالسلام هو الأولويَّة التي يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الفكريَّة والإنسانيَّة العمل في سبيل تحقيقها خصوصا في هذا الظرف الدقيق الذي يتطلّب جهودا مكثّفة واستثنائية من كل المرجعيات والمسؤولين والمعنيين بلسام الشعوب وسلامة الأوطان.

واعتبرت مارغريت ماغوير أنّ تلبية دعوة غبطة البطريرك لحَّام لزيارة لبنان وسوريا هي للعمل من أجل السلام بين الشعوب حيث هو واجب، وحيث التلاقي يكون رسالة انفتاح وتضامن بين أبناء المجتمع الواحد. وهذه هي رسالتنا إلتي نحملها إلى شعوب المنطقة، وهذا ما يدعونا إلى التشجيع على إنهاء أعمال العنف والقتل وتدمير الحضارات، وإلى إرساء قواعد صلبة للحوار والتلاقي على قاعدة حقّ الشعوب بالسلام. ونوَّهت بجهود غبطته في إطار نصرة قضايا السلام وتشجيعه على الحوار، والحلّ السلمي للنزاعات، وشكرته على مبادرته بدعوة هذا الوفد العالمي لزيارة لبنان وسوريا للشهادة للحق والنصار للإنسانية.

وألقى غبطته كلمة في الوفد شكرهم فيها على تلبيتهم لدعوته معتبرا أن نداء المصالحة الذي أطلقه في 30 آب 2012 هو خشبة الخلاص التي تقود إلى السلام لأن سلام الشعوب وسلام الدول هو من مسؤوليّة الكل.

وربط غبطته بين دعوات السلام في لبنان وسوريا وفلسطين والأردن وبين الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مشدّدا على أنّ السلام في الأرض المقدّسة، هو المدخل إلى السلام العالمي والسلام الإنساني الذي نعمل له جميعا، مؤكّدا هذه الدعوة هذ محض كنسيّة ولا لونا سياسيّا لها، داعيا الوفد إلى زيارة كلّ المرجعيات الروحيّة وإلى الإلتقاء مع كل المسؤولين والفعاليات والناس والتكلّم معهم بلغة المصالحة ورسالة السلام.

وركّز غبطته في كلمته على أن العمل لأجل المصالحة في سوريا له بعد إقليمي أيضا أي المصالحة بين العرب أنفسهم، مضيفا أن الحلّ الحقيقي للقضيَّة  الفلسطينيَّة يكون بتضافر الجهود في سبيل حلّ عادل دائم وشامل، لهذه المأساة التي لا تزال قائمة منذ خمسة وستين سنة.

وحول التحديات التي يواجهها المجتمع العربي في هذه الأوقات اعتبر غبطته أنّ التحدي الكبير هو:الدعوة إلى المصالها وتحقيقها. وفي هذا السياق إنّني أقدّر وجودكم بيننا لأنّكم أتيتم إلينا رسل سلام ومصالحة ودعاة محبّة بين الناس، وتوجّه غلى الوفد قائلا: إن عملكم إنطلاقا من لبنان وسوريا، من مهد الديانات الموحّدة وأرض الحضارات وملتقى الثقافات سيكون له صداه الواسع والعميق في الوجدان العالمي. وأنا كبطريرك باسم كنيستي وباسم المؤمنين وباسم اللبنانيين والسوريين نحمّلكم رسالة السلام والمصالحة إلى العالم ونصلّي من أجل نبذ العنف ومناهضة الحرب ورفض منطق السلاح، لأن هذا الفعل هو ضد أي منطق إنساني ودعوة إيمانيّة. واعتبر أن الجهاد الحقيق هو جهاد السلام.

لا بل نقول لكم: إنَّني أعلن للعالم أنَ كنيسة سوريا كلّها... وكنيسة الروم الكاثوليك، هي كنيسة المصالحة. وسنقدِّم كلّ التضحيات لأجل المصالحة.

وفي هذه المناسبة الروحيّة والإنسانية لن ننسى أخوينا المطرانين بولس ويوحنا  الذين هما رسولا المصالحة في أيدي خاطفيهما... ورسولا الحياة... وهما رمز كلّ المخطوفين... وهما شركاء المخطوفين... وهما رفقاء وإخوة كلّ الضحايا الذين سقطوا على أرض سوريا. وأقول لكم أيضا إن لكم رسالة إنسانيّة ووظيفة حضارية شاملة، وأنتم مدعوّون لأن تتابعوا رسالتكم في كلّ مكان لأن لكم وظيفة حضاريَّة إنسانيَّة شاملة.

ومن خلالكم أوجّه كلمتي لكلّ المسؤولين في العالمين العربي والدولي أنّه يجب عليناعلينا الإنتقال من استراتيجيَّة الحروب إلى صناعة وإدارة السلام، وصولا إلى تحقيق حضارة السلام. وأطلق من هنا بحضوركم فكرة تخصيص جائزة نوبل للمصالحة والسلام في الشرق الأوسط.

ودعا غبطته إلى المشاركة في الصلاة يوم السبت في 11 أيار في سوريا، للصلاة لأجل السلام في سوريا. لأن السلام في لبنان وسوريا والارض المقدّسة هو شرط للسلام الإقليمي والعالمي، وهو من ما يحقّق العيش المشترك والعيش معًا، وكلّ الحريات التى تهدف إليها الإنسانيّة.

وفي الختام شكر غبطته أعضاء الوفد مباركا عملهم وحمّلهم تحياته وتحيات اللبنانيين والسوريين إلى دولهم.