صاحب الغبطة يوسف
البطريرك لحام: النزاعات الداخليّة هي مقتلة الأوطان - أ.د.
الربوة 31/5/2012
مثمّنا دعوة رئيس الجمهوريّة للحوار
البطريرك لحام: النزاعات الداخليّة هي مقتلة الأوطان
إثر عودته من زيارة راعويّة إلى أوروبا، ثمّن البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، دعوة فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني، ورأى في هذه المبادرة خطوة هامة نحو التهدئة وإبدال الخطاب السياسي المتشنّج بخطاب عقلاني واعٍ. وشجّع غبطته القادة والزعماء السياسيّين على التلاقي والتحاور، لأن حلّ الأمور بالتفاهم يجب أن يبقى الهمَّ الأساسي لكلّ المسؤولين، خصوصا في هذه الظروف الدقيقة والاستثنائيّة التي تمرّ فيها المنطقة، ولبنان جزء منها.
واستنكر غبطته بشدّة الأحداث المتنقّلة والأليمة التي عرفتها بعض المناطق اللبنانيّة في الآونة الأخيرة، والتي بأسف تزيد من معاناة الناس المعيشيّة والحياتيّة. ودعا الفرقاء إلى التهدئة والابتعاد عن الاحتكام إلى لغة السلاح وسلوكيات الحرب، مؤكّدا دعمه للجيش اللبناني وتضحياته، وما يقوم به من احتضان للسلم الأهلي وحماية الكيان اللبناني بمؤسّساته الدستوريّة وتركيبته المجتمعيّة والتوافقيّة. واعتبر أن مؤسسة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والمؤسّسات الأمنية هي الركائز الأساس التي يبنى عليها استقرار الوطن وأمن المواطنين.
ودعا غبطته إلى العمل الدائم من أجل السلام، مؤكّدا على لبنان أن يقوم بدور إيجابي، نظرا لطبيعته السياسية وتكوينه الديني والثقافي والاجتماعي، وهذا ما يحقّق قول قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني أن لبنان رسالة. وهنا نرى أن بمقدور لبنان أن يقوم بهذه المهمّة المحليّة والعربيّة والدوليّة، لتجنيب المنطقة المزيد من الانقسامات والخلافات، لأن ما يصيب المنطقة يصبه وما يصيب لبنان يصيب المنطقة. واعتبر غبطته أن النزعات الداخلية هي مقتلة الأوطان، رافعا شعار
"تعالوا نقول لا للحرب...لا للتقاتل... لا للفتنة....ونعم للوحدة والحوار والسلام".
واعتبر أن أجواء الحوار هي خير تهيئة للزيارة التي سيقوم بها قداسة البابا بندكتوس السادس عشر إلى لبنان. ومن هنا أهميّة أن تستعد كنيسة لبنان، لا بل كنيسة المشرق العربي، لأجل إنجاح هذه الزيارة البابويّة التاريخيّة، نظرا لأهميّتها البالغة في جو التغيرات والاضطرابات التي يشهدها العالم العربي، بحيث تكون الزيارة بذاتهارسالة إلى الدول العربيّة، بعد انعقاد السينودس الخاص بكنائس الشرق الأوسط، ومتابعة للأفكار التي اقترحها رعاة الكنائس في خلال السينودس.
الاب أنطوان ديب
رئيس الديوان البطريركي