صاحب الغبطة يوسف
غبطة البطريرك في الفاتيكان،١٩ـ٢٢ تشرين الثاني ٢٠١٣
https://www.youtube.com/watch?v=R_nP51_F_34
إستقبل البابا فرنسيس المشاركين في رحلة حج تنظمها كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك يتقدمهم البطريرك غريغوريوس الثالث لحام. وجه الحبر الأعظم لضيوفه كلمة استهلها مرحبا بهم ومعربا عن سروره للقائهم في الفاتيكان خلال هذه الزيارة التي ترمي إلى التأكيد على الرباط العميق بين كنيسة أنطاكيا للروم الملكيين الكاثوليك وخليفة بطرس.
تابع البابا كلمته قائلا: يتوجه فكري قبل كل شيء إلى الأخوة والأخوات في سورية الذين يختبرون منذ فترة طويلة محنة كبيرة وأصلي على نية من ماتوا ومن فقدوا أحباءهم. وسأل البابا الرب أن يمسح دموع أبنائه هؤلاء متمنيا أن يعزيهم قرب الكنيسة ويحول دون استسلامهم لليأس. بعدها أعرب البابا عن إيمانه بقوة الصلاة والمصالحة، وجدد نداءه إلى المسؤولين كي تتوقف أعمال العنف ويتم التوصل ـ من خلال الحوار ـ إلى حلول عادلة ودائمة لصراع سبب أضرارا جمة. وحث البابا أتباع مختلف الديانات على احترام بعضهم البعض، كي يتم ضمان مستقبل زاهر للجميع يرتكز إلى حقوق الشخص غير القابلة للتصرف، بما في ذلك الحق في الحرية الدينية.
تابع البابا قائلا: فلنصلي إلى الرب كي يساعدنا على متابعة المسيرة المسكونية، في إطار الأمانة لمبادئ المجمع المكسوني الفاتيكاني الثاني، وكي يساعد أبناء كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك على أن يتعاونوا مع الآخرين في مجال الكرازة بالإنجيل. وهذا أمر ممكن بفضل الوحدة التي يُدعى تلاميذ المسيح إلى عيشها، مع العلم أن الوحدة تتطلب الارتداد من قبل الجميع. ولفت إلى أن الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط" سلط الضوء على مسؤوليات رعاة الكنيسة ومؤمنيها في هذا الإطار. ختاما وجه البابا فرنسيس كلمة تشجيع إلى كهنة كنيسة الروم الملكيين ورهبانها وراهباتها ومؤمنيها العلمانيين وحثهم على الإسهام في بناء جسد المسيح ومنح الكل بركاته الرسولية.
تقرير : ليا عادل معماري
https://www.youtube.com/watch?v=6YbtUTe1Rgw
لا هوية من دون انفتاح هذا الكلام للبطريرك غريغولريوس الثالث لحام خلال ترؤسه القداس الالهي من أجل السلام في الشرق الاوسط في كاتدرائية سانتا ماريا انكوزمدين في روما, مختتما بذلك زيارة الوفد الكنسي الى الفاتيكان. وأمل البطريرك لحام أن ينعقد مؤتمر جنيف اثنين لما له من انعكاسات ايجابية على سوريا, ودعا المسيحيين الى التمسك بأرضهم وإثبات حضورهم المسيحي وشهادتهم. هذا وشكر الاب الاقدس على مواقفه التي غيّرت وجه العالم. وفي ختام القداس الذي شارك فيه أساقفة الطائفة والآباء المخلصيون وعلمانيون من لبنان وبلدان الانتشار, قدّمت رعية القدس للبطريرك أيقونة القديس غريغوريوس.
تقرير: ليا عادل معماري
https://www.youtube.com/watch?v=qj233Ggm9KM
" بالايمان كرّس الرجال والنساء حياتهم للمسيح تاركين كل شيء ليعيشوا الطاعة والعفة, قام مسيحييون بعمل في سبيل العدالة كي يجعلوا كلمة الرب واقعية ويساعدو كل من يتطلع للتحرر من الظلام" هذا ما أكده بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية وأوروشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث خلال مقابلة حصرية خصّ بها تيلي لوميار في روما , متطرقاً الى أبرز المواضيع التي تداولها بطاركة الشرق الكاثوليك مع الأب الأقدس ومنها سوريا ولبنان والعراق والقدس وغيرها من المواضيع المختلفة والتي تمس مصير المسيحيين ووجودهم في الشرق الأوسط , اضافة الى الحوار بين الاديان والحركة المسكونية .
تقرير : ليا عادل معماري
https://www.youtube.com/watch?v=ez1rcJQaBTY
عقد البطريرك غريغوريوس الثالث لحام مؤتمراً صحافياً في كاتدرائية سانتا ماريا انكوزمدين في روما, حيث عرض للتحديات التي تواجه المسيحيين العرب وتحديدا في سوريا, مشددا على ضرورة العمل من أجل حرية الانسان وكرامته, ومتحدثا عن تجذّر المسيحيين في اوطانهم وبقضاياها مع اخوتهم المسلمين, هذا بالاضافة الى دور وشهادة المسيحيين في الشرق.
واعتبر أن ما يحدث في سوريا يسيء الى المسلمين والمسيحيين على حد سواء. كما وتطرق الى القضية الفلسطينية والى العنف الى العراق وجميع الدول العربية مشددا على ضرورة ايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. كما وعرض مقتطفات من لقائه مع أطفال معلولا المهجرين الى الشام. وعلى هامش المؤتمر دعت الام أغنس رئيسة دير مار يعقوب المقطع في قارة الى التحلي بروح المصالحة والمسؤولية الوطنية والتاريخية من اجل احلال السلام في سوريا والمنطقة, مشددة على اهتمام البابا فرنسيس بالازمة الانسانية في سوريا.
تقرير : ليا عادل معماري
https://www.youtube.com/watch?v=Wys5QD0KiOg
بالتزامن مع اختتام سنة الإيمان وبدعوة من بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأوراشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث، قام وفد كنسي رسمي يضم لفيف من المطارنة والرؤساء العامّون والرئيسات العامات والعلمانيين بزيارة الى الكرسي الرسولي، وذلك لمقابلة البابا فرنسيس.
تقاطروا جميعاً من بلدان الوطن والإنتشار لتتويج هذه الزيارة التاريخية لحاضرة الفاتيكان.
بعثة تيلي لوميار ونورسات واكبت الزيارة منذ اللحظة الأولى وكانت في موقع الحدث، حيث غادر يوم أمس وفد علماني من أبناء كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك مطار بيروت الدولي متوجهين جميعاً الى روما معبرين عن فرحهم بلقاء البابا فرنسيس متسلحين بسلاح المحبة والسلام من أرض الرجاء لبنان.
إن هذه الزيارة هي تلبية لدعوة البطريرك غريغوريوس الثالث لمرافقته الى الفاتيكان وقد أمل الوفد أن تكون هذه الزيارة مباركة وأن تشمل بركة البابا فرنسيس لبنان كله. وقد صنف الوفد هذه الزيارة في خانة نهضة جديدة للإكليرس والناس كي يتباركوا ويعودوا الى جزور الإنجيل وأصول الحياة الروحية ولا يبتعدوا عن الأساس الذي يحاول البابا فرنسيس إعادة المسيحيين اليه. كثيرون اعتبروها فرصة تاريخية لزيارة الحبر الأعظم فهي زيارة حج في الدرجة الأولى وشرف عظيم يتجلّى في مقابلة البابا فرنسيس الذي أحدث تغييراً عظيماً في الكنيسة محرّكاً الجماهير الكاثوليكية.
هذه الرحلة الى روما سيتخلّلها رحلات حج الى القديسة ريتا والقديس فرنسيس الأسيزي. وفي السبت المقبل سيكون هناك اللقاء القيامي مع قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس عند الساعة الحادية عشر. وسيترأس نهار الأحد البطريرك غريغوريوس القداس الالهي في كتدرائية سانتا ماريا إنكوزميدين حيث سيتناول في عظته العديد من المحاور الهامة ويوضّح أهداف هذه الزيارة.
الربوة في 22/11/2013
خبر
لقاء مع قداسة البابا فرنسيس
عُقد يوم الخميس 21 تشرين الثاني الجاري 2013، يوم عيد دخول سيدتنا مريم العذراء طفلة إلى الهيكل. عُقد لقاء حول قداسة البابا فرنسيس، ضمَّ البطاركة الكاثوليك الشرقيين ورؤساء الكنائس الكبار الشرقيين في أوروبا الشرقيّة والهند وأثيوبيا.
والجدير بالذكر أنّ غبطة البطريرك لحام هو الذي اقترح على قداسة البابا أن يدعو البطاركة إلى اللقاء معه. وعلى الإثر وبمناسبة هذه الزيارة نظّم المجمع للكنائس الشرقيّة برئاسة الكاردينال ليوناردو ساندري اجتماعًا عامًا للمجمع وللعاملين الكبار فيه، وللكرادلة والمطارنة الذين هم أعضاء في هذا المجمع. وقد تمَ ذلك في الأيام 19-22 تشرين الثاني. وكان الموضوع كالتالي: الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة 50 سنة بعد المجمع الفاتيكاني الثاني. وقد أُلقِيَت خمس محاضرات حول هذا الوضوع الرئيسي، تناولت تأثير الشرقيين في المجمع الفاتيكاني، القضايا الكنسيّة والمسكونيّة، العمل بين الشرق والغرب في الرسالة المسيحيّة، العلاقات بين المجمع الشرقي والكنيسة اللاتينيّة والكنائس الشرقيّة، الشرقيّون في بلاد الانتشار والاغتراب، تأثير المجمع الفاتيكاني الثاني في حياة الكنائس الشرقيّة وعلاقتها مع روما.
وكان الجو جميلاً جدًا، والحوار بنّاءً صريحًا جدًا، أخويًا منفتحًا على كلّ القضايا بدون تابو أو تخوّف. من ذلك سلطة البطاركة خارج رقعة البطريرك، سلطة البطاركة في الخليج، وجود كهنة متزوجين خارج الشرق، التعامل مع المجمع الشرقي، الكنسيّات بنوع عام.
وكان هذا النهار يومًا مميّزًا للكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة، حيث اجتمع قداسته مع البطاركة (7) ورؤساء الكنائس الشرقيّة الكبار، حول الأب والأخ والصديق قداسة البابا فرنسيس في دائرة مربعة.
بدأ الاجتماع بالصلاة. ثمّ وجّه الكاردينال ساندري كلمة لقداسته. ثمّ رحّب البابا بالحاضرين . ثمّ قدّم غبطة البطريرك نيافة الكاردينال بشارة بطرس الراعي كلمة أولاً أشار فيها إلى الوثيقة التي سبق البطاركة ووضعوها معًا في اجتماعات سابقة ووقّعوها معًا.
ثمّ أتيح المجال لجميع الحاضرين أن يعرضوا ما يريدون عرضه، ولاسيّما ما يتعلّق بكنيسة البطريركيّة وأوضاع بلده أو منطقته أو مجتمعه. وكان الجو رائعًا واضحًا بسيطًا مباشرًا بين قداسته والحاضرين.
بالطبع تعتبر المواضيع المعالجة خاصّة. ولن تنشر قرارات أو توصيات من هذه الاجتماعات لأنّها ستدرس وتعمّق، وبالطبع سترفع إلى قداسة البابا لأخذ القرارات المناسبة.
والمهمّ في هذا الاجتماع هو أنّه كان حافزًا لتطوير التواصل والتشاور بين البطاركة الشرقيّين ومع قداسته. وبالطبع كانت الأوضاع في البلاد العربيّة في كلّ المشاورات، ولاسيّما أهميّة مبادرة قداسة البابا ودعوته للصلاة والصوم لأجل السلام في سورية والشرق الأوسط، ولاسيّما في الأرض المقدّسة. والجميع تمنّوا على القائمين على المجمع الشرقي، ولاسيّما على قداسته أن تتواصل الجهود والمبادرات لأجل متابعة جهود وتحقيق السلام في المنطقة. إذ أنّ السلام هو الشرط الأهمّ لأجل الحفاظ على الحضور المسيحي ودور المسيحيّين في مجتمعهم ولأجل مواطنيهم، وهو الشرط لأجل تخفيف وطأة وأخطار الهجرة المسيحيّة. وهو الشرط أيضًا لأجل الحوار المسيحي الإسلامي والعيش المشترك. ولأجل تعزيز الحرّيات الأساسيّة المنبثقة عن حقوق الإنسان، لاسيّما حقوق الإنسان العربي الحديث.
وعلى هامش هذه الاجتماعات في روما شارك بعض البطاركة في الاستقبال لذي قدّمه يوم 21/11/2013 سعادة سفير لبنان في روما وقرينته. وهم البطريرك بشارة الراعي للموارنة، والبطريرك غريغوريوس الثالث للروم الكاثوليك، والبطريرك أغناطيوس يوسف يونان للسريان الكاثوليك، والبطريرك نرسيس بدروس للأرمن الكاثوليك. وسيشارك البطاركة حول قداسته في القدّاس البابوي يوم الأحد 24 تشرين الثاني بمناسبة الاحتفال بختام عام الإيمان.
كلمة غبطة البطريرك غريغوريوس الثَّالث
بمناسبة لقائه والبطاركة الشرقيين الكاثوليك ورؤساء الأساقفة الكبار الشرقيين
مع قداسة البابا فرنسيس
روما 21/11/2013
صاحب القداسة!
الأب المحبوب! إنَّنا نحبّكم!
نشكركم باسم سورية الحبيبة كما تردِّدون. باسم كنيسة سورية. وباسم كنيسة الشرق الأوسط.
1. مركز بطريركيّة الرّوم الكاثوليك هو في دمشق عاصمة سورية، هذا البلد الذي تصفونه دائمًا "بسورية الحبيبة"، في ذكركم المتكرّر في مناسبات عديدة، وفي توسّطكم لدى المجتمع الدولي، وقد جنّبتم سورية ضربة من الخارج مدمِّرة!
بصفتي رئيس مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيَّة في سورية، أحبّ أن أحدّثكم عن الوضع المأساوي في سورية. وهو حقًا درب صليب يسير عليه جميع المواطنين، والمسيحيّون بنوع خاص، في سورية وأيضًا في البلدان الأخرى في لبنان وفلسطين ومصر والعراق والأردن. مسيحيّون ومسلمون هم معًا مستهدفون وضحايا هذه الأزمة الدمويّة المستمرّة منذ أكثر من سنتين ونصف.
2. في سورية جميع المسيحيين، وجميع الرعاة، هم مع الإصلاحات الضروريّة في البلد، ولكن بدون اللجوء إلى العنف. وقد أصدر البطاركة والمطارنة بيانات متكرّرة مشتركة ودعوا إلى المصالحة. وهذا ما يجب أن يعرفه الغرب ويقتنع منه.
في سورية حوالي مليون وثلاثة أرباع المليون من المسيحيّين من جميع الطوائف. حاليًا حوالي 1450 هم نازحون مشرّدون داخل سورية وخارجها لاسيّما في لبنان. 60 كنيسة هُدِمَت أو تضرّرت! ورعايا هجّرت. وطال الدمار والخراب المدارس والمستشفيات والمؤسّسات وملايين البيوت والحوانيت في كلّ أنحاء سورية. وقُتل حوالي 1200 مسيحي (ومجموع الضحايا بلغ 120 ألف ضحيّة). ومن القتلى شهداء بمعنى الكلمة المسيحي، منهم بالتأكيد ثلاثة من معلولا وهم ميخائيل تعلب وأنطوان تعلب وسركيس زخم (أطوي لكم نسخة من شهادتي الرسميّة حول ظروف استشهادهم).
3. الفوضى هي الخطر الأكبر في سورية. فالأخطار كثيرة وتهدّد يوميًا المواطنين جميعًا، ولاسيّما المسيحيّين. منها: الصواريخ شبه اليوميّة، السيارات المفخّخة، الاغتيالات، الخطف وطلب الفدية العالية الإجراميّة، الأعمال اللصوصيّة والهمجيّة البشعة، واستعمال المسيحيّين والبيوت والكنائس دروعًا بشريّة وحجريّة.
والمأساة الكبرى التي تسبّبت في تأجيج هذه الفوضى هي وجود /2000/ ألفي فريق من العصابات المسلّحة التي لا تُعرَف مرجعيّتها، هي التي ترتكب المجازر وتروّع المواطنين. وهي من خارج سورية، من الشرق والغرب، وهي تُدعَم بالسلاح والمال من الخارج.
4. الكنيسة منذ البداية واقفة وساهرة إلى جانب المواطنين. وبدأت عمليات المساعدة: البطريركيّات والمطرانيّات والرهبانيّات وكهنة الرعايا والراهبات... كلّهم أصبحوا مراكز للمساعدة حسب الإمكانات المتوفّرة. هذا بالإضافة إلى مؤسّسة كاريتاس التي تعمل باسم الطوائف الكاثوليكيّة، وتخدم الجميع بدون تمييز... وبطريركيّتنا في دمشق تمتاز بالمساعدة بإشراف لجنة مخصّصة لهذا الغرض.
5. الحل السلمي الدبلوماسي وليس الحربي المسلّح، هو الحلّ الوحيد للخروج من الأزمة السوريّة. لا بل مفتاح السلام في الشرق الأوسط هو حاليًا في سورية وفي الأراضي المقدّسة، من خلال حلّ الصراع الفلسطيني – العربي الإسرائيلي. إنّ حل هذا الصراع كفيل بأن يحلّ خمسين بالمئة من مشاكل كلّ المنطقة، ولاسيّما نماء الحركات التكفيريّة والأصوليّة المتطرّفة التي تهدِّد المسلمين والمسيحيّين على السواء.
إنّ حلّ الأزمة السوريّة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، هو أيضًا الشرط الأساسي للقيم التي هي مستقبل الشرق الأوسط، ولاسيّما العيش المشترك، والوحدة العربيّة، والحوار المسيحي الإسلامي، والعلاقات بين الشرق والغرب، والحرّيات الأساسيّة، لاسيّما حرّيّة العبادة وحرّيّة المعتقد، وحقوق الإنسان ولاسيّما المرأة، وظهور أنظمة علمانيّة غير متطرّفة! وللمسيحيّين دور هام في هذا المضمار. فهم عليهم أن يكونوا النور والملح والخميرة في مجتمعهم العربي.
6. من المهمّ جدًا أن تتضافر جهود الكنائس المسيحيّة ليكون لها وقفة واضحة موحّدة متضامنة مع الحركات الثوريّة في العالم العربي. وهذا مهمّ لأجل الحفاظ على الحضور المسيحي ودوره، ولأجل العيش المشترك المسيحي – الإسلامي.
من المهمّ أيضًا أن تعمل الكنائس الشرقيّة انطلاقًا من سينودس الشرق الأوسط الرسولي عام 2010، ومن الإرشاد الرسولي 2012، أن تعمل على شرح وضع المسيحيّين ودورهم ووضع المنطقة أمام الفاتيكان والمجالس الأسقفية والكنائس الغربيّة.
7. الحضور المسيحي في العالم العربي ذي الأغلبيّة المسلمة هو همّنا الأكبر (15 مليون مسيحي عربي من أصل 350 مواطن عربي). ونحن نحمل مسؤوليّة فريدة في هذا العالم العربي وتجاه هذا العالم العربي.
وقد عبّرت عن ذلك بعبارات ربما اعتبرها البعض جريئة وفعاليّة. وقلت أنّنا كنيسة عربيّة، وأهم من ذلك نحن كنيسة العرب وأيضًا كنيسة الإسلام! وأعني بذلك المسؤوليّة المميّزة والفريدة الدائمة والخصوصيّة الشاملة، التي تقع على عاتق المسيحيّين في العالم العربي. فنحن نعيش معًا على مدى 1435 سنة، لفة واحدة، ثقافة مسيحيّة فيها عناصر إسلاميّة، وثقافة إسلاميّة فيها عناصر مسيحيّة. وهذا الدور مشروط بحضورنا وبقائنا وشهادتنا ورسالتنا في العالم العربي، وبنوع مميّز في لبنان وسورية. فنحن القطيع الصغير الذي له الدور الكبير تجاه القطيع الكبير.
8. وأخيرًا اسمحوا لي يا قداسة البابا أن أعبِّر عن رغبة عامة جميع البطاركة أن يتكرَّر هذا اللقاء مع قداستكم سنويًا أو غير ذلك. والعام المقبل مناسبة جديدة بانعقاد سينودس الأساقفة في تشرين الأول.
وكذلك هناك اقتراح عام بأن يكون هناك مجلس بطاركة حول قداستكم كما لديكم مجلس كرادلة خاص حولكم. كما هناك أمنية عامّة أن يشارك البطاركة الشرقيون في المناقشات حول أولية البابا، ويكرّس يوم خاص لدراسته معنا وحدنا. وكذلك أن نشارك في مناقشات الدوائر التي تعالج أمورًا خاصّة بالشرق الأوسط والعالم العربي والحوار المسيحي الإسلامي، والحوار مع الأرثوذكس...
قداسة البابا!
لقد صنعت أعجوبة عندما دعوت للصوم والصلاة يوم 7 أيلول. فقد ساعدت على ما يلي:
• منعت ضربة الولايات المتّحدة الأميركية عن سورية.
• شجّعت سورية لأخذ الخطوة بتدمير الأسلحة الكيماوية.
• شجّعت سورية للدخول في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
• وجّهت أنظار جميع الدول لبذل الجهود لعقد مؤتمر جنيف 2.
• برهنت للعالم أنّ هناك رؤية جديدة وطريقة جديدة لمعالجة الأزمات بغير الحرب والسلاح.
إنّنا ننتظر منكم مبادرات أخرى، مبادرة جديدة لأجل سورية. إنّكم تقدرون أن تفاجئوا العالم بمبادرات مميّزة.
وكم أرغب أخيرًا بأن نقوم نحن بطاركة الشرق بجولة على العواصم الأوروبيّة بدعم من روما، لأجل أن نكون رسل السلام في سورية والمنطقة.
+ غريغوريوس الثَّالث
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة وأورشليم
للرُّوم الملكيين الكاثوليك