صاحب الغبطة يوسف

في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية-القاهرة

٢٢ ٢ ٢٠١٠




البطريرك محاضراً في:
 المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية - القاهرة
المسيحيون العرب  هم الأكثر تفهّماً وقرباً للمسلمين
22-25 شباط 2010

 

 

   حضر غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث المؤتمر بدعوة خاصة من وزير الاوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق يرافقه المطران جورج بكر ومجموعة من الكهنة من مصر ولبنان وسورية وجلس على الكرسي المخصص لدولة الفاتيكان لغياب ممثلها وشارك بكافة جلسات المؤتمر مسجلاً ملاحظات ومداخلات عدة مرات خلال المؤتمر.
وقد كان وجوده مميزاً امام هذا الحشد الكبير من علماء المسلمين وفي مداخلته الأولى ، عبّر عن سروره للمشاركة في هذا اللقاء واعتبر ان المسيحيين العرب وهو منهم، اكثر الناس قرباً وتفهماً للمسلمين حيث عاشوا معاً اكثر من الف واربعمائة وواحد وثلاثين عاماً، وبالتالي فهم قادرون ان ينقلوا للعالم سماحة الاسلام وانسانيته وبالتالي تصحيح الصورة المشوهة للاسلام التي تمظهرت للاوربيين نتيجة بعض الانحرافات من قبل بعض المسلمين .
وفي مداخلة ثانية دعم جهود علماء المسلمين الذين يعملون على تنوير الشباب المسلم حول الدين الصحيح كي لا يقعوا في المفاهيم الخاطئة ويشوهوا صورته، كما بيّن ان مايجمع بين المسلمين والمسيحيين اكثر بكثير مما يفرقهم مشيراً الى مقولة البابا يوحنا الثالث والعشرين في قوله حول الفرق المسيحية.
وفي مداخلة ثالثة تحدث عن دور المسيحيين في ايصال الفكر اليوناني من خلال الترجمة والنقل الى الدولة العربية الاسلامية والتي بدورها نقلوها الى الغرب من خلال الاندلس.
اما مداخلاته المميزة فكانت حول القضية الفلسطينية والتي لقيت اهتماماً كبيراً وحماساً شديداً من الحاضرين حيث ان احدى الحاضرات طالبت  بالذهاب الى القدس لتشكيل جداراً باجسادهم واثنى عليها قاضِ قضاة الشرع الفلسطيني الشيخ تيسير التميمي الذي قال عن البطريرك انه قاد  الصفوف الامامية الاسلامية والمسيحية اثناء التصدي لجنود العدو الصهيوني ، وقد قال غبطته: " لقد كانت جولدمائير تنتظرعام 1969 ان يتوجه العالم العربي صفاً واحداً للدفاع عن القدس باجسادهم وليس بسلاحهم لكنهم توجهوا عوضاً عن ذلك الى الامم المتحدة " وقال : "

 من الضرورة بمكان الحفاظ عن صفاء الاسلام وتقائه وفاعليته ، ومن الاهمية بمكان ان يعمل العرب المسلمون والمسلمون عموماً على فرض حلً سلامي عادل وشامل وثابت انتصاراً للقضية الفلسطينية، ان فرض الحل العرب في هذه القضية هو محك مهم امام الاسلام والمسلمين . لأن حل هذا الصراع  عربياً واسلامياً ، هو ذو اهمية بالغة على مستقبل الحوار المسيحي والاسلامي محلياً ، ومستقبل العلاقة بين الشرق والغرب ، ومستقبل الحوار بين المسيحية والاسلام .
ولذا فإن حل الصراع هو ليس فقط قضية إسلامية ، بل ايضاً واكثر من ذلك مسؤولية إسلامية عربية مشرقية.
وللحال تدافع ممثلو وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب لأخذ مقابلات من غبطته كانت دليلاً كبيراً لمدى تأثيره عن الحاضرين.
وفي الجلسة الأولى في اليوم الثالث للمؤتمر طلب غبطته الكلام فقدّمه رئيس الجلسة الدكتور العبادي من الاردن كرئيس للطائفة في كل العالم واشاد بوجوده واشتراكه الفعلي واحترم فيه تواضعه في طلب الكلام ، وقد أعرب غبطته من جديد عن سعادته بوجوده في هذا المؤتمر. ومن ثم اكدّ على عبارة "انتم خير أمة اخرجت للناس" واعتبرها ضرورية لشخصية النفس المؤمنة وضرورة لكل دين لكنها يجب ان تترافق مع احترام دين الأخر لأنه هو ايضاً يقول أنه خير أمة. فالشعب اليهودي يقول عن ذاته أنه الشعب المختار ومع ذلك يغتصب ارض فلسطين. انا اعتقد انه من المهم ان يكون المسلم خير الناس والمسيحي خير الناس وسواهما من الناس خير الناس، وهكذا تتحقق المدينة الفاضلة. و نكون خير امة في الطريق الفضلى لأجل تحقيق المقاصد الاسلامية وحضارة المحبة والسلام .
ومن ناحية أخرى وحول موضوع القتل الرحيم قال غبطته: " انا اعتقد صح التعبير خاطئ ، والترجمة اليونانية تعني الموت الرحيم ولعل الافضل تسميته المساعدة على الموت المُيسّر ، ونحن نرى ان القتل مرفوض في كل انواعه اما المساعدة فهى ايقاف اوجاع المريض إذا كان ميؤوساً من حياته فهذا امر له احكامه الدقيقة الإنسانية

والطبية والاجتماعية . وهنا أكد غبطته ان الكنيسة الكاثوليكية والفاتيكان تحديداً هو اقرب الناس الى المسلمين وحليف لهم في الدفاع عن الحياة وحفظ النفس ، أن غاية كل دين هى الانسان.
وبعد المداخلة اعاد رئيس الجلسة التقريظ لغبطة البطريرك واكدّ ان حضور الفاتيكان كان فاعلاً ومتقارباً من موقف المسلمين ان كان في مؤتمر الاسكان او مؤتمر بيلَين المخصصللقضايا الاخلاقية.
بعدها ذهب غبطته لزيارة سماحة المفتي العام على جمعة الذي كان له مداخلة في المؤتمر واظهر فيها انفتاحاً نحو الاديان الاخرى واعتبر ان الفتوّى في الدين مضرة به . وقد اتت الزيارة في وقت كانت جريدة ( صوت الأمة ) قبل المؤتمر بيوم نشرت فتوى اسندتها  لدار الفتوى تمس بالعذراء مريم. وقد اثارها غبطته مع فضيلة المفتي الذي اكدّ انتحال الموضوع قلباً وقالباً . وان المفتي ودار الافتاء من الموضوع برأء. وقد قدم سماحتة لغبطته نسخة عن تكذيب ارسله الى رئيس تحرير الجريدة المذكورة وكذلك نسخة تكذيب ارسله لنقيب الصحافة .
وقد أخذ غبطته على عاتقه ايضاح هذا التكذيب لمن يسأله من المسيحييين في مصر وخارج مصر. واتفق الطرفان على ضرورة تكثيف التحاور والتلاقي للوقوف يداً بيداً ضد كل الذين لهم مصلحة في اشاعة اجواء الاختلاف وزيادة الاحتقان بين الناس البسطاء المؤمنين .
ومن ثم عاد غبطته من جديد لحضور الجلسة الثالثة لليوم الثالث. ووزع على المؤتمرين مطوية عن مركز " اللقاء" العالمي لحوار الحضارات الذي هو في طور التأسيس قرب مقر البطريركية في الربوة ( لبنان ).