أخبار من لبنان
الأرشمندريت إدوار ضاهر رئيس أساقفة على طرابلس وسائر الشمال في لبنان
بروتوكول 424/2013ع
عين تراز في 7/9/2013
كلمة غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث الكلِّيِّ الطُّوبى
في رسامة سيادة المطران ادوار (جاورجيوس) ضاهر
مطرانًا على طرابلس للرُّوم الكاثوليك
حريصا 7 أيلول 2013
مبروك! اكسيوس!
أهنِّئك وأهنِّئ الرهبانيَّة الباسيليَّة الشويريَّة بالراعي الجديد لأبرشيَّة طرابلس المباركة، خلفًا للمثلَّث الرحمة المطران جاورجيوس رياشي، الذي خدم الأبرشيَّة بإخلاص وغيرة وفي ظروف صعبة. الرهبانيَّة معطاءَة كريمة! باركَ المخلِّص بها! وكثَّر الدعوات فيها.
لي الكثير أقوله لك أيُّها الأخ الحبيب، ولاسيَّما في الظروف الصعبة التي تجتازها المنطقة، وسورية بنوعٍ خاص، ولبنان الحبيب وأبرشيَّتك نفسها شهدت أيامًا سوداء دامية مفجعة في الأشهر الماضية! وسأكون إلى جانيك لكي أدعم عملك وخدمتك المباركة.
ونحن في مطلع السنة الطقسيَّة الكنسيَّة ينطبق عليك كراع ما قاله السيِّد المسيح في المجمع في الناصرة: "روح الربّ عليّ، لأنَّه مسحني لأبشِّر المساكين. وأرسلني لأنادي للأسرى بالحريَّة، وللعميان بالبصر، لأحرِّر المظلومين وأعلن سنة الربّ المقبولة ويوم الخلاص" (لوقا 18:4-19).
وأضيف إليها بعض ما كتبته وأن أترقَّب يوم رسامتك الأسقفيَّة، وأعتبرها وصيَّتي الروحيَّة لكَ.
- لا تتركوا الأمل يهجر قلوبكم!.
- الكنيسة المنغلقة هي كنيسة مريضة!
- اهتمّوا بالشباب: هم يبنون الكنيسة معكم!
- ولتبق الكنيسة شابة في عهدكم!
- ساعدوا رعاياكم على أن يحبّوا إيمانهم... وأوجدوا مناسبات لكي يحتفل المؤمنون بإيمانهم ويرقصوا ويصفِّقوا لإيمانهم... ويحبّوا إيمانهم لأنَّ غاية الإيمان هي المحبَّة.
- اجعلوا كل واحدٍ من أبناء رعاياكم حامل الإنجيل إلى العالم في الأبرشيَّة وفي البلد.
- كونوا مع الناس، قريبين إلى الناس... ولاسيَّما في الظروف الراهنة
- لاقوا الناس! زوروهم! كونوا كنيسة، كهنة، مطارنة على الطريق
- اذهبوا إلى الدساكر يقول يسوع! يعني ذلك: اذهب يا مطران يا كاهن إلى الأطراف، إلى الهوامش والمهمَّشين والمهشَّمين والبعيدين تجعل الجميع قريبين! ولكي تحمل إليهم بشرى تعاليم الإنجيل المقدَّس، فيكون مؤمنو رعايانا في كنيستهم ومجتمعهم وأوطانهم نورًا وملحًا وخميرة.
- وردِّدوا لرعاياكم: لا تخفْ أيُّها القطيعُ الصَّغير! فإنَّ لكَ الدَّور الكبير مع ولأجل القطيع الكبير.
وأخيرًا ندعو الجميع اليوم إلى الصلاة ملبّين دعوة قداسة البابا فرنسيس، لأجل السلام في سورية الحبيبة، وفي الأرض المقدَّسة، وفي الشرق وفي العالم أجمع.
وأضم صوتي إلى صوت قداسته بكلماته نفسها:
"ما زلت أتابع بقلق وبألم كبير الوضع في سورية. إن ازدياد أعمال العنف في حرب بين الإخوة، والتزايد المتضاعف للمجازر وللأعمال الوحشيّة – والتي تمكنّا جميعًا من رؤيتها عبر الصور المروعة التي شاهدناها في هذه الأيام – يدفعني إلى أن أرفع صوتي مجدّدًا كي يتم إسكات ضجيج الأسلحة.
فالصراع لن يقدّم آفاق الأمل كي تُحل المشاكل، وإنّما القدرة على التلاقي والحوار.
أود، من صميم قلبي، أن أفصح عن قربي، عبر الصلاة والتضامن، من جميع ضحايا هذا الصراع، من جميع الذين يتألّمون، لاسيّما الأطفال، وأدعو إلى الاحتفاظ بشعلة الأمل في السلام دائمًا مشتعلة.
وأتوجّه بنداء إلى الجماعة الدوليّة كي تظهر اكتراثًا أكبر بهذا الوضع المأساوي وأن تبذل كلّ جهدها والتزامها لمساعدة الأمة السورية الحبيبة. وعلى إيجاد حلّ لحرب تزرع الدمار والموت. دعونا نصلّي جميعًا إلى العذراء مريم ملكة السلام، كي تشفع من أجلنا. فلنقل جميعًا: يا مريم، ملكة السلام، صلّي لأجلنا".
وأضيف نداءً حارًا خاصًا لأجل مدينة معلولا الحبيبة:
حذَّرنا أمس من خطورة الوضع في معلولا. وقد وصلتنا أخبار مروِّعة عن أعمال تخريب طالت بنوعٍ خاص دير القدّيسين سرجيوس وباخوس التابع للرهبانيَّة المخلصيَّة. وفيه هيكل يعود إلى القرن الرابع، وأيقونات شرقيَّة نادرة. وأزالوا الصليب عن قبَّة الدير وجرسيَّته.
كما أنَّ المسلَّحين حاولوا تفكيك تمثال السيِّدة العذراء المشرف على البلدة.
وبعد الحجر والآثارات التاريخيَّة طالت يدهم الأثيمة البشر. فدخلوا البيوت وطلبوا من بعض الناس إشهار إسلامهم أو الرحيل وإلاّ تنالهم العقوبات.
إنَّنا خائفون على البشر والحجر في معلولا. كلّها مهدَّدة: آثارنا – تاريخنا – مقدَّساتنا – بيوتنا التاريخيَّة – أيقوناتنا المقدَّسة – عائلاتنا – شبابنا – نساؤنا – رجالنا – أطفالنا.
ولهذا نطلق صرختنا من جديد إلى ضمير العالم وإلى آذان الحكّام، ولاسيَّما المجتمعين في روسيا لنقول لهم: أنقذوا سورية! أنقذوا معلولا! أنقذوا تراثنا وحضارتنا وأبناء معلولا الذين لا يزالون يتكلَّمون باللغة الآراميَّة لغة السيِّد المسيح! أنقذوا المحبَّة التي تجمع ولا تزال تجمع أبناء معلولا مسيحيين ومسلمين، لا بل تجمع أبناء سورية بكلِّ أطيافهم بالرغم من المآسي التي تتفاقم كلّ يوم. مع العلم أنَّ غالبيَّة المسلمين في معلولا يشجبون هذا الإرهاب.
من له أذنان للسماع فليسمع. إنَّنا نحمِّل كلّ محبِّي الحضارة خطر التصعيد في معلولا وفي المنطقة وفي سورية.
ونذكِّر الجميع بالطوبى التي أطلقها السيِّد المسيح ونقولها لكلِّ من يسمع صوتنا ويلبِّي نداءَنا: طوبى لصانعي السلام فإنَّهم أبناء الله يدعون.
+ غريغوريوس الثَّالث
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة وأورشليم
للرُّوم الملكيِّين الكاثوليك
الربوة في 9 تموز 2013
الأرشمندريت إدوار ضاهر
رئيس أساقفة على طرابلس وسائر الشمال
صدر عن الديوان البطريركي للرُّوم الملكيين الكاثوليك البيان التالي:
في التاسع من تموز 2013 وافق قداسة البابا فرنسيس على انتخاب سينودوس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك الأرشمندريت إدوار ضاهر رئيس أساقفة على طرابلس وسائر الشمال، خلفًا للمثلّث الرحمة المطران جورج رياشي.
وهذه نبذة عن حياة المطران الجديد:
الأرشمندريت إدوار ضاهر من الرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة
ولد في القاع في 23/4/1973، أبرز نذوره الرهبانيّة المؤبّدة في 28/8/1994، أنهى دروسه الفلسفيّة واللاهوتيّة في معهد القدّيس بولس في حريصا، وحصل على إجازة في القانون الكنسيّ من جامعة القدّيس بولس - الحكمة. سُيِّم كاهنًا على مذابح الرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة في 8/5/1999. خدم في عدّة رعايا في المتن وكفرشيما وزحلة وتولّى وظائف مختلفة في الرهبانيّة. إنتُخب في العام 2007 مدبّرًا ثالثًا في الرهبانيّة واستلم في العام 2010 رئاسة دير مار الياس الطوَق في زحلة بعد أن كان رئيسًا لدير القدّيس أنطونيوس القرقفي في كفرشيما منذ العام 2004. شغل وظيفة رئيس القلم في محكمة الاستئناف البطريركيّة بدرجتها الأولى من العام 2001 ثمّ عُيِّن رئيس غرفة فيها في العام 2010
سيُعلن لاحقًا عن تاريخ رسامته الأسقفيَّة واستلامه كرسيه في مدينة طرابلس
الديوان البطريركي