السينودس المقدس للكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك ٢٠١٤


البيان الختامي لسينودس الكنيسة الملكية – 2014

٢١ ٦ ٢٠١٤

 




البيان الختامي لسينودس الكنيسة الملكية – 2014

 


عند الساعة العاشرة من صباح يوم الاثنين 16 حزيران 2014 افتتح غبطة السيّد البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم، أعمال سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، في المقرّ البطريركي الصيفي– عين تراز ، بالصلاة إلى الروح القدس، بحضور أعضاء المجمع المقدس:
صاحب السيادة المطران بولس برخش متروبوليت بصرى وحوران (جبل العرب) سابقًا.
صاحب السيادة المطران جان عادل إيليا رئيس أساقفة نيوتن سابقًا (الولايات المتحدة الأميركية).
صاحب السيادة المطران إبراهيم نعمة متروبوليت حمص وحماه ويبرود سابقًا.
صاحب السيادة المطران يوحنا حدّاد متروبوليت صور سابقًا.
صاحب السيادة المطران كيرلس بسترس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما.
صاحب السيادة المطران نيقولا سمرا رئيس أساقفة نيوتن في الولايات المتحدة الأميركية.
صاحب السيادة المطران بطرس المعلِّم رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل سابقًا.
صاحب السيادة المطران جورج المرّ رئيس أساقفة بترا وفيلادلفيا وسائر الأردن سابقًا.
صاحب السيادة المطران يوحنّا جنبرت متروبوليت حلب وسلوقية وقورش.
صاحب السيادة المطران فارس معكرون رئيس أساقفة ساو باولو (البرازيل).
صاحب السيادة المطران عصام يوحنا درويش رئيس أساقفة الفرزل وزحلة وسائر البقاع.
صاحب السيادة المطران نيقولا صوّاف رئيس أساقفة اللاذقية وطرطوس.
صاحب السيادة المطران جوزف العبسي النائب البطريركي في دمشق، رئيس اساقفة طرسوس شرفًا.
صاحب السيادة المطران يوسف جول زريعي النائب البطريركي في القدس الشريف.
صاحب السيادة المطران جاورجيوس حدّاد رئيس أساقفة بانياس ومرجعيون (قيصرية فليبّس).
صاحب السيادة المطران إبراهيم إبراهيم رئيس أساقفة كندا.
صاحب السيادة المطران الياس رحّال رئيس أساقفة بعلبك.
صاحب السيادة المطران جورج بقعوني متروبوليت صور.
صاحب السيادة المطران الياس شقّور رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل.
صاحب السيادة المطران جاورجيوس بكر النائب البطريركي في مصر والسودان، رئيس أساقفة بيلوسيوس شرفًا.
صاحب السيادة المطران ميخائيل أبرص رئيس أساقفة ميرا ليكيا شرفًا.
صاحب السيادة المطران يوحنا عبده عربش متروبوليت حمص وحماه ويبرود وما إليها.
صاحب السيادة المطران إيلي بشارة حدّاد رئيس أساقفة صيدا ودير القمر. 
صاحب السيادة المطران ياسر عيّاش رئيس أساقفة بترا وفيلادلفيا وسائر الأردن.
صاحب السيادة المطران روبير ربّاط رئيس أساقفة أوستراليا ونيوزيلندا.

صاحب السيادة المطران نيقولا أنتيبا متروبوليت بصرى وحوران وجبل العرب.

صاحب السيادة المطران جاورجيوس (إدوار) ضاهر رئيس أساقفةطرابلس وسائر الشمال.

صاحب السيادة المطران ابراهيم سلامة الإكسرخوس الرسولي في الأرجنتين.

صاحب السيادة المطران جوزف جبارةأسقف مساعد في البرازيل.

قدس الأرشمندريت غبريال غنوم الإكسرخوس والمدبر البطريركي لأبرشيّة المكسيك.


قدس الأرشمندريت أنطوان ديب رئيس عام الرهبانيّة الباسيليّة المخلصيّة.

قدس الأرشمندريت الياس معلوف رئيس عام الرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة.

قدس الأرشمندريت نجيب طوبجي رئيس عام الرهبانيّة الباسيليّة الحلبيّة.


قدس الأب العام جورج خوام  رئيس عام على الجمعية البولسيّة.

       
إستهل غبطته الافتتاح بكلمة رحَّب فيها بجميع الآباء المشاركين، وأعرب عن فرحته باللقاء السنوي هذا، كمحطةٍ يقصدُها أعضاء السينودس للتفكير برؤية جديدة وحملِ آمال جديدة للأبرشيات بوحي الروح القدس، منطلقاً من الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل"، لقداسة البابا فرنسيس، ذاكراً أهمّ المواضيع التي سيتطرَّق إليها السينودس على الصعيد الروحيّ والإداريّ والقانونيّ والرعويّ والليترجي، إلى جانب انتخاب مرشحين للأسقفية. من جهة أخرى، عرض الأوضاع المأساويّة التي تعانيها بلادنا المشرقيّة وخصوصاً سوريا والعراق، شاكراً لقداسته والمجمع الشرقي والمؤسّسات المسيحيّة تضامنهم ودعمهم لبلادنا وشعبنا، منوِّهاً بالدور الكبير الذي تقوم به الأبرشيّات والأديار للنازحين والمتضرّرين، وداعياً الجميع إلى تحمُّل المسؤوليّة والتضامن من أجل الصمود والبقاء بغية الشهادة للإنجيل، مستشهداً بكلمة قداسة البابا فرنسيس: "لا تفقدوا شجاعة الصلاة".

كما اتخذ هذا السينودس بافتتاحيته طابعاً مسكونياً، حيث، وبفرح كبير، استقبل غبطةُ البطريرك غريغوريوس الثالث وآباء السينودس، غبطةَ البطريرك يوحنا العاشر اليازجي للروم الأرثوذكس يرافقُه السادة المطارنة: أنطوان شدراوي، وسرجيوس عَبَد، وباسيليوس منصور، وعددٌ من الكهنة، في زيارةٍ إلى سينودسنا اعتُبِرت فاتحةَ عهدٍ جديد في العلاقات والعمل المشترك والتفكير معاً لخير الكنيستين.

كما استقبل كذلك، آباءُ السينودس السفيرَ البابويَّ سيادة المطران غبريليه كاتشيا الذي شاركهم في جلسةٍ خاصة. نقل خلالها تحيات قداسة البابا فرنسيس وبركاته. وحمّله السينودس رسالة شراكة ومحبة لقداسته معبرين فيها عن الإمتنان لزيارة الأراضي المقدسة ولقائه بغبطة البطريرك المسكوني برتلماوس الأول.

وقبل مباشرة أعمال السينودس أجرى آباء المجمع خلوةً روحيّة قدّم خلالها الأب جورج خوّام، الرئيس العام على جمعيّة المرسلين البولسيّين، دراسةً عن الأسس الكتابيّة، اللاهوتيّة والتطبيقيّة، التي وردت في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" لافتاً إلى دور الرحمة الإلهيّة النابعة من الإيمان بالثالوث الأقدس، من أجـل شهادة أفضـل للمسيح، ومـركِّزاً على أهميّة المحبّة الخالصة المجانيّة.

بعد الخلوة انطلق الآباء إلى متابعة أعمال السينودس التي استمرّت حتى صباح يوم السبت 21-6- والذي اتخذ طابعاً مسكونياً 2014. والتي تطرقت إلى المواضيع الرئيسيّة التالية:

1)    توقَّف الآباء عند الأوضاع الأمنيَّة المقلقة المخيِّمة على المنطقة، وبنوعٍ خاص في سورية ولبنان والعراق، وأبدوا ألمهم من جرّاء التعصّب والتكفير والعنف الذي يَزرع الموت والدمار هنا وهناك، والذي تضررت من جرّائه كلّ أبرشيَّاتنا في كنائسها ومدارسها ومؤسّساتها، كما تعرَّض الكثير من أبنائنا للخطف والقتل والتوقيف، فساهم ذلك في تهجيرهم أو نزوحهم ليعيشوا ظروفاً حياتيّةً صعبة خصوصاً مع زيادة الأضرار وارتفاع نسبة البطالة القسريّة. لذلك فإنَّهم يدعون جميع الأطراف في المنطقة عموماً، والعراق وسورية خصوصًا إلى نبذ العنف ورمي السلاح، وإلى التصالح وإيثار مصلحة الوطن على كلِّ مصلحة شخصيَّة فرديَّة أم جماعيَّة، ويدعون الدول الكبرى الضالعة في الأزمة الشرق أوسطيّة إلى التوقّف عن توريد الأسلحة والمال وحتى المسلحين، وإلى الاتّفاق فيما بينها، على حلٍّ سلميّ يسمح باستعادة الأمن والسلام والازدهار.

2)    كان الشأن اللبنانيّ حاضراً بقوة في ذهن الآباء وقلوبهم، وقد عبَّروا عن خوفهم على الديمقراطيَّة في هذا البلد الذي طالما كانت ميزته الكبرى، ولا سيَّما في محيطه العربي. وتخوّفوا من التآلف مع الفراغ الرئاسي داعين المسؤولين إلى تحمل مسؤولياتهم والإسراع إلى انتخاب رئيس للجمهورية للحفاظ على الدستور واحترام الوثيقة الوطنية. توقَّف الآباء كذلك عند حقوق أبناء الطائفة في الوظائف والإدارات العامّة، وتولّيهم المهامّ والمسؤوليات القياديّة التي يستحقُّونها تمثُّلاً بغيرِهم، وطالبوا المسؤولين، من وزراء ونواب وفاعليات في الطائفة، أن يدافعوا عن مواقع الروم الكاثوليك في المؤسّسات والإدارات، وأن لا يتهاونوا  في المطالبة بحقوقهم، وأن يرفعوا عنهم الظلم وتهميش دورهم، وأن يعملوا على حماية حضورهم، مطالبين بالتوازن بين الطوائف على الصعيد الوظائفي مع مراعاة جودة الأداء واختيار الإنسان المناسب في المكان المناسب. وفي هذا المعنى شدَّد الآباء على الحفاظ على موقع رئاسة المجلس الاقتصادي الاجتماعي، ومواقع الطائفة في مختلف القطاعات. كما استنكروا حادثة التفجير التي حصلت البارحة، مستمطرين الرحمة على من استشهد وطالبين الشفاء للجرحى.

3)    اطّلع الآباء على أوضاع الأبرشيّات، ولاسيَّما الأبرشيَّات التي في سورية، والتي تضرَّرت كثيرًا في جميع قطاعاتها، من جرَّاء الأحداث الدامية الجارية في ذلك البلد منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وتداعوا إلى مدّ يد العون لمساعدتها على مجابهة الأزمة في مختلف وجوهها وإلى استنهاض همّة أبنائنا وبذل المساعي المحليّة والعالميّة للمساعدة، مناشدين لذلك المجتمع الدوليّ وكلّ قادر، فردًا كان أو مؤسَّسة، وداعين إلى الاهتمام بالنازحين الذين بلغت أعدادُهم الملايين، ويعيشُ العدد الكبير منهم في ظروف تفتقر إلى أدنى حدود الكرامة الإنسانيَّة والحياتيّة. ولم يغب عن بالهم ما ألمَّ ببلدة معلولا، وذكروا بصلواتهم الشهداء الذين سقطوا فيها، إضافةً إلى جميع الشهداء والمخطوفين.

4)    قدّم غبطته مشكوراً تقريراً مفصَّلاً، بالصور والأرقام، عن المشاريع والأعمال التي قامت بها البطريركيّة في لبنان منذ سنة 2001 حتى آخر سنة 2013، وما رافقها من بيعٍ لبعض العقارات وشراء أخرى بحسب حاجة الكنيسة وخدمة أبنائها، مؤكّداً أنّ البطريركيّة قامت بما قامت به من أجل تحسين إدارة الممتلكات العائدة لها وتسديد متوجبات ضرورية عليها. ودعا غبطتُه السادة الأساقفة إلى التقيُّد بالقوانين الكنسيّة الناظمة لإدارة الأموال والممتلكات الكنسيّة.

5)    درس الآباء الفصل الثاني من الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" حيث يتحدَّث عن العاملين في الحقل الراعويّ من أساقفة وكهنة ومكرّسين، في مواجهتهم لبعض التحديّات، مشددين على ضرورة التخلُّص من الدنيويّة الروحيّة ومن فكر العالم كما ورد في الإرشاد، مؤكّدين على ضرورة تنشئة العاملين في الحقل الرعوي بشكل مستمر.

6)    استمع آباء المجمع إلى تقريرٍ عن إكليريكيَّة القدّيسة حنّة الكبرى في الربوة، قدَّمه رئيسها الأرشمندريت نعيم الغربي. فناقشوه وأبدوا ملاحظاتهم مشدّدين على ضرورة البحث الجدي عن الدعوات الكهنوتيّة والاهتمام بها من أجل خير كنيستنا ومستقبلها.

7)    ناقش الآباء قضايا قانونية وراعوية، وأثنوا على ترجمة الشرع الخاص لكنيستنا إلى اللغة الإنكليزية.

8)    استمع الآباء إلى تقارير عن شؤون وشجون أبرشيّات الاغتراب، قدَّمها مطارنتنا هناك، والذين اجتمعوا في أثناء انعقاد السينودس وحضّروا لمؤتمر أساقفة الانتشار المنوي عقده في لوس أنجلوس في تشرين الأوَّل المقبل لبحث مواضيع تخصُّ كنائسَنا في الانتشار.

9)    إنتخب السينودس أساقفة جدد لأبرشيات شاغرة وسيعلن عن أسمائهم لاحقا .

10)    أجرى المجتمعون انتخابات لملء المراكز الشاغرة في لجان السينودس، وأتت النتيجة كما يلي:

-     المطران إدوار ضاهر عضوا في اللجنة القانونية
-    المطران نيقولا أنتيبا عضوا في أمانة سر السينودس
-    المطران عصام درويش رئيسا لصندوق الطائفي.
 
11)    في الختام، رفع آباء السينودس أدعيتهم الحارّة من أجل أن يزيل الله تعالى الغيمة السوداء التي تخيِّم على منطقتنا راجين أن تسهم الانتخابات التي جرت في بعض البلدان في إزالة هذه الغيمة، وحاثين أبناءهم على المساهمة بكلِّ طاقاتهم وكفاءاتهم في بناء أوطانهم، وأن يعوا رسالتهم كشهودٍ لإنجيل الفرح.