أخبار من لبنان
كلمة غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث في استقبال غبطة البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى عين تراز 18/6/2014
بروتوكول363/2014ع
عين تراز 18/6/2014
كلمة غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث
في استقبال غبطة البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى
عين تراز 18/6/2014
"كان انسان مدعو من الله اسمه يوحنا" (يوحنا 1، 6). هكذا علّق البطريرك المسكوني أثناغوراس على انتخاب البابا القديس يوحنا الثالث والعشرين.
وهذا لسان حالنا ونحن نستقبلكم يا صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر البطريرك الأنطاكي الكلي الطوبى. لأن مَقدمكم المبارك لزيارة كنيستنا الملتئمة في السينودس المقدّس إنّما هو عطية ونعمة ودعوة من الله بالإضافة إلى أنّكم تحملون اسم هذا الرجل المدعو من الله يوحنا!
إننا نستقبلكم بفرح عظيم، لأنّكم تقومون بمبادرة تاريخية فريدة من نوعها في خطّ تاريخ الكنيسة الأنطاكية وتراثها وتقليدها وانفتاحها ووسع آفاقها.
فأهلاً وسهلاً بكم في بيتكم، في كنيستكم الأنطاكية الشقيقة والأخت المحبّة، وبين إخوتكم الذين يحبونكم ويقدِّرونكم ويشكرون لكم هذه الزيارة الأخويّة المباركة.
زيارتكم هذه تُعِيد إلى ذاكرتنا تبادل الزيارات بين كنيسة بطريركية الروم الأرثوذكس وكنيسة بطريركية الروم الكاثوليك بين عامي 1974 و 1975، وكانت الكنيسة الأرثوذكسية هي البادئة بالمبادرة. ونذكر أيضًا زيارة المثلّث الرحمة البطريرك مكسيموس الخامس إلى سينودسكم في دمشق عام 1996 على إثر مبادرة المثلث الرحمة المطران الياس الزغبي.
أما اليوم فانتم تأتون لزيارة سينودسنا بذاتكم مع الوفد المرافق لكم. فنحن نفرح بهذه الزيارة ونقول معًا وأمام الملأ: هذا هو اليوم الذي صنعه الرب (وليس نحن) فلنفرح ونتهلل به! ولسان حالنا هو النشيد الكنسي: "مبارك الآتي باسم الرب".
سيكون لي فرحة زيارة سينودسكم مع الوفد من إخوتي السادة المطارنة في أول تموز المقبل. كما سيكون لي الشرف أن ألقي كلمة في افتتاح المؤتمر الأنطاكي يوم الخميس السادس والعشرين من هذا الشهر.
الملاحظ أن زيارتكم اليوم هي الحلقة الثالثة من تبادل الزيارات بين كنيستينا. وبين كل زيارة وأخرى حوالي عشرون سنة. وقد نشرتُ وقائع هذه اللقاءات في مجلتي "الوحدة في الإيمان" ووضعتْ خطط مختلفة على إثر الزيارتين، ولكن لم تكن هناك متابعة جيّدة حثيثة.
نصلّي إلى المخلّص أن تكون هذه الزيارة فاتحة عهد جديدة في العلاقات والعمل المشترك والتفكير معًا بين كنيستينا. مع العلم أن الظروف الراهنة تفرض علينا أنماط جديدة في العلاقات، لكي نواجه الأوضاع المأساوية والتحدّيات المصيرية في منطقتنا ولا سيما سوريأ ولبنان حيث أكثر رعايانا.
إنَّ تواصلنا وعملنا معًا أمر مهم جدًا وهو دعم لشعبنا ويشحنه بالمعنويات ويساعد على تفعيل ومضاعفة عملنا في خدمة شعبنا وتخفيف معاناته العائلة التي ليس فيها للأخ أخت أو للأخت أخ أو للأخ أخ هي تعيسة. نحن لنا الكنيسة الأرثوذكسية أخت والأرثوذكس إخوة لنا. وكم نشعر بالأمان عندما يعتبروننا إخوة لهم! وكنيستنا أخت لكنيستهم!
نحن وحدنا في العالم المسيحي بأسره، روم أرثوذكس وروم كاثوليك، تمكنّا في دمشق أن نبني كنيسة واحدة مشتركة للكنيستين مكتوب على مدخلها:
كنيسة القديس بولس الرسول للروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك
وكرّسناها تكريسًا طقسيًا بالميرون الأرثوذكسي والكاثوليكي مع المثلث الرحمة البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم.
هذا كلّه تاريخٌ وحاضرٌ وبرنامجٌ ورؤيةٌ للمستقبل وللدور الإلهي التدبيريِّ الملقى على كاهلنا نحن الطائفتين والكنيستين لنكون معًا خادمَي وحدة المسيحيين بامتياز!
أهلاً سهلاً بكم في بيتكم أخي صاحب الغبطة والوفد المرافق. نشكر لكم زيارتكم الكريمة وقلوبنا مشتاقة لسماع كلمتكم...
+ غريغوريوس الثالث
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم