أخبار من سوريا

الأحد العشرون بعد العنصرة - الثالث بعد الصليب

٦ ١٠ ٢٠١٣


الأحد العشرون بعد العنصرة - الثالث بعد الصليب
6 تشرين الأوّل 2013 - تذكار القدّيس الرسول توما

صلاة الأنديفونا: أيُّها المسيحُ الإله. إمنَحْ عبيدَك. تَعزيةً سريعةً ثابتةً عند ضَجَرِ أرواحِنا. لا تَنفَصِلْ عن نُفوسِنا في المضايق ولا تَبتَعدْ عن أذهانِنا في الشّدائد. بل تَداركْنا دائمًا. إقتَرِبْ مِنَّا. يا من هو في كلِّ مَكان. وكما كنْتَ مع رُسُلِكَ في كُلِّ حين. اتَّحدْ بالّذينَ يتوقون إليكَ أيضًا. لأنَّك أنتَ حياتُنا وخلاصُنا أيُّها المسيحُ الإله. وإليكَ نرفعُ المجدَ وإلى أبيكَ الأزليّ وروحِكَ القُدُّوس. الآن وكلَّ أَوان وإِلى دهر الدّاهرين. آمين.
 

آيات الأنديفونا:

اللازمة:
سبِّحي يا نفسيَ الرّبّ. أُسبِّحُ الرّبَّ في حياتي. أرنِّمُ لإلهي على الدّوام.

- لا تتَّكِلُوا على العظماء. على بني البشرِ الذين ليسَ عندَهم خلاص.

- الرّبُّ صانعُ السَّماءِ والأرض. والبحرِ وجميعِ ما فيها.

- حافظُ الأمانةِ إلى الأبد. مُجري الحُكمِ للمظلومين. رازقُ الجياعِ الطّعام.

 

الأناشيد (الطّروباريّات):

للقيامة (اللّحن الثّالث): لِتفرَحِ السَّماويَّات. وتبتهجِ الأَرضيّات. لأنَّ الرَّبَّ صنعَ عزًّا بساعِدِه. ووطئَ الموتَ بالموتِ. وصارَ بكرَ الأموات. وأنقذَنا من جوْفِ الجحيم. ومنحَ العالمَ عظيمَ الرَّحمة.

 

للتذكار (اللّحن الرّابع): أيّها الرسولُ القدّيسُ توما. إشفعْ إلى الله الرحيم. أن يهبَ غفرانَ الزلاّتِ لنفوسِنا.
 

لشفيع الكنيسة.
 

القنداق (اللّحن الثّاني): يا نصيرةَ المسيحيِّين...
 

مقدّمة الرسالة:

الآية الأولى: رنّموا لإلهِنا رنّموا، رنّموا لملكِنا رنّموا (تُعاد).

الآية الثّانية: يا جميعَ الأُممِ صفِّقوا بالأيادي، هلّلوا لإلهِنا بصوتِ الابتهاج (تُعاد الآية الأولى).


الرّسالة:  للأحد العشرين بعد العنصرة ( غلاطية1: 11- 19)

      يا إخوَة، أُعلِمُكم أنّ الإنجيلَ الذي بُشِّرَ به على يدِي، ليسَ بحسبِ الإنسان. لأنّي لم أتسلَّمْهُ من إنسان، ولا تعلّمتُه من إنسان، بل بوحيِ يسوعَ المسيح. إذ قد سمعتم بسيرتي قديمًا في ملَّةِ اليهود: كيف كنتُ أضطهدُ كنيسةَ اللهِ إلى الغايةِ وأُدمّرُها. وأزيدُ إقبالاً في مِلَّةِ اليهودِ على كثيرينَ من أترابي في أُمَّتي، بكوني أفوقُهُم غيرةً على تقليداتِ آبائي. فلمَّا ارتضى الله، الذي فرزَني من جوفِ أُمّي ودعاني بنعمتِه، أن يُعْلِنَ ابنَهُ فيَّ لأُبشِّرَ به بين الأُمم، لساعتي لم أُصغِ إلى اللّحم والدّم، ولا صعدتُ إلى أُورشليمَ إلى الذين هم رسلٌ قبلي، بل سِرْتُ إلى ديارِ العرب، ثمّ رجعتُ إلى دمشق. وبعدَ ثلاثِ سنوات صعدتُ إلى أُورشليمَ لأزورَ بطرس، فأقمتُ عنده خمسةَ عشرَ يومًا، ولم أرَ غيرَه من الرّسل سوى يعقوبَ أخي الرّبّ.                         هلّلويا (ثلاثًا).

- عليكَ يا ربُّ توكلت فلا أخزى إلى الأبد، بعدلِك نَجِّني وانتشلني.          هلّلويا (ثلاثًا).

- كن لي إلهًا محاميًا، وبيتَ ملجإٍ لخلاصي.                  هلّلويا (ثلاثًا).

 

الإنجيل: الأحد الثّالث بعد الصّليب (لوقا 7: 11 -16)

      في ذلك الزّمان، كانَ يسوعُ مُنطلِقًا إلى مدينةٍ اسمُها نائِين. وكان يَسيرُ مَعَهُ جمهورٌ من تلاميذِهِ وجمعٌ كثير. فلمَّا قَرُبَ من بابِ المدينة، إذا ميتٌ مَحمولٌ وهوَ ابنٌ وحيدٌ لأُمِّهِ. وكانت هذِه أرملَةً، وكان معَها جمعٌ غفيرٌ من المدينة. فلمَّا رآها الرّبُّ تحنَّنَ عليها، وقال لها: لا تَبكي. ودنا ولمسَ النَّعش، فوقَفَ الحامِلون. فقال: أيّها الشّابُ لكَ أقولُ قُمْ. فاستَوى الميتُ وبدأ يتكلَّم. فسلَّمَهُ إلى أُمِّهِ. فاستَولى على الجميعِ خوفٌ، فجعَلوا يُمجِّدون الله قائلين: لقد قامَ فينا نبيٌّ عظيم، وافتقدَ اللهُ شَعبَهُ.

 

      الرّسالة في الأسبوع القادم للأسبوع الحادي والعشرين بعد العنصرة. الإنجيل للأسبوع الرّابع بعد الصّليب، باستثناء يوم الأربعاء 9 تشرين الأوّل تذكار الرّسول يعقوب فهما مطلوبان.
 

القدّيس توما الرسول: وُلِد القدّيس توما في إقليم الجليل من أسرة بسيطة وفقيرة. ومعنى اسم توما بالآراميّة التوأم، فقد كان توأمًا في ميلاده الجسدانيّ.

      لقد وهب الله توما الشابّ نفسًا صالحة وقلبًا تقيًّا يميل إلى الفضيلة منذ صباه، فكان راغبًا في قراءة الكتب المقدّسة، ويحبّ معرفة الحقّ ولذلك تأهّل لمعرفة المسيح، ولمّا وجد فيه الربّ كلّ هذه الاستعدادات دعاه ليصير تلميذًا له . وواحدًا من رسل المسيح الاثني عشر.

      عاش توما في الجليل يعمل نجّارًا في بادئ الأمر، وربّما كان من أصدقاء الطفولة ليسوع في وطنه, لذلك عندما التقى به يسوع فيما بعد، عرفه وأحبّه وكان مقرّبًا إليه. لذلك نرى توما في بعض الصُّور الشرقيّة وهو يحمل بيده زاوية نجّار. بعد ذلك عمل صيّادًا للسمك وربّما تعلّم هذه المهنة بعد نزوحه حول بحيرة طبريّة.

      تحدّث إنجيل يوحنّا عن القدّيس توما في عدّة مناسبات، منها عندما زار يسوع تلاميذه وهم مجتمعون في العلّيَّة ولم يكن توما معهم، وبسبب هذه الحادثة يُضرَب المثل بين المسيحيّين بشكّ توما. ومن صفات توما أنّه كان كثير الشكوك، فكان بطيء الإيمان يتطلّع إلى الأمور من الناحية المظلمة. لقد كان توما رجلاً جليليًّا شهمًا، ذا حسٍّ مرهف وعاطفة قويّة، ولقد أظهر أسمى آيات الشجاعة والإخلاص.

      إنّ توما الرسول لم يكن مع التلاميذ الذين هربوا (عندما قبض اليهود على يسوع)، ولكنّه مضى وانعزل بنفسه .ويُحتمَل أنّ سبب عزلته هذه جعلته لم يسمع أخبار قيامة الربّ التي انتشرت وتناقلها الكثيرون ولم يتأهّب ذهنه لقبولها.

      بعد صعود ربّنا يسوع المسيح إلى السماء، كان توما من التلاميذ الذين حلّ عليهم الروح القدس في عليّة صهيون .وبدأ كرازته أوّلاً في اليهوديّة  وأورشليم مع الرسل وحضر أوّل مجمع  عُقِد في أورشليم الذي وضع قانون الإيمان المسيحيّ للأمم عام 50م، ثمّ بعد ذلك حمل عصاه وسافر إلى أقطار الأرض يحمل بشارة الإنجيل. لقد  قسّم الرسل العالم إلى ميادين تبشيريّة فوقعت القرعة على توما ليمضي إلى الهند ويبقى فيها مدّة تربو على العشرين عامًا عمّد فيها كثيرين من البراهمة, فالكنيسة في جنوب الهند تُعرَف حتّى الآن بالكنيسة التوماويّة نسبة إلى مؤسّسها توما الرسول. ولقد صنع الله مع القدّيس توما عجائب كثيرة في كرازته بالهند لكي يؤسّس الكنيسة هناك. وفي طريقه إلى الهند مضى إلى بلاد فارس، حتّى التقى هناك بالمجوس الثلاثة الذين جاءوا إلى المسيح في ميلاده، ثمّ علّمهم الإيمان وعمّدهم بعدما بشّر هناك بملكوت السموات, وترك المجوس هناك ليكملوا الكرازة.  

      أخبر الروحُ القدس القدّيسَ توما الرسول أن ينهض مسرعًا إلى أورشليم لكي يحضر مع بقيّة الرسل نياحة العذراء مريم، ولكنّه غاب عنهم، ولم يلحق بهم ربّما لبعد المسافة إلى الهند.

      وبعد نياحة العذراء أخذ التلاميذ جسدها ودفنوه في الجسمانيّة ومضوا وظلّت الملائكة بجانب الجسد ثلاثة أيّام، ثمّ أبرق من السماء نور حيث حملوا الجسد وصعدوا إلى السماء دون أن يشعر بهم أحد، ولكنّ العناية الإلهيّة دبّرت لتوما الرسول أن يُحمَل بالروح فوق جبل الزيتون أثناء رجوعه من الهند فيرى جسد البتول تحمله الملائكة إلى فوق .وعندما طلب منها أن تباركه قبل أن ترحل من العالم فإذ بزنّارها الذي كان الجسد مربوطًا به يسقط عليه من فوق، فأسرع وقبّله ممجّدًا الله.

      وانتهت حياته هناك حيث هاجمه كهنة الأوثان بالرماح، فاستُشهِد سنة 72 م في المكان المسمّى الآن (جبل مار توما)، ولذلك يُصوَّر في الأعمال الفنيّة وهو يحمل رمحًا.

      وأخيرًا، ننوّه أنّه يوجد في أبرشيّتنا البطريركيّة دير القدّيس توما على جبال مدينة صيدنايا، وهو بناء أثريّ قديم، ثمّ بُني إلى جواره مؤخّرًا بناء ضخم، انتقلت إليه في هذه السنة الإكليريكيّة الصغرى.