أخبار من سوريا
لبيان الختامي لمجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في سوريّة دمشق 19/10/2016
البيان الختامي
لمجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في سوريّة
دمشق 19/10/2016
"يا ربّ امنح بلادنا السلام"
بهذا الدّعاء نختتم دورتنا الخريفيّة لمجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في سوريّة، التي انعقدت في بطريركيّة الروم الملكيّين الكاثوليك بدمشق.
لقد تداولنا حول أوضاع أبرشيّاتنا ولا سيّما طرق دعم وجودنا ودورنا وتأمين خدمة شعبنا في الظروف المأساويّة التي نعيشها منذ خمس سنوات ونيّف.
وقد قدّم المجتمعون التقارير حول عملهم في اللجان التي تتناول حياة الكنيسة في سوريّة ورسالتها، ومنها: لجنة العدالة والسّلام، الجنة الخيريّة المشتركة (كاريتاس سوريّة)، لجنة التّعليم المسيحيّ، اللّجنة المسكونيّة، لجنة الرهبانيّات، لجنة الكتاب المقدّس، لجنة الحوار بين الأديان، لجنة وسائل الإعلام، لجنة الشبيبة، لجنة العائلة، اللّجنة القانونيّة.
نحب أن نحيّي من دمشق حلب الصامدة المتألّمة. وكان من المقرّر أن نعقد اجتماع المجلس فيها ولكنّ ظروفها الأمنيّة منعتنا من ذلك، ونحيّي هنا رعاتها الكنسيين ونحمّلهم محبتنا إلى حلب وتضامننا مع أهلها. نصلّي كي تنتهي معاناة حلب وأن يعمّ السلام والأمان كما جرى في مناطق أخرى في حمص وريفها وفي معلولا وأخيرًا في داريّا، وأن تعمّ المصالحات جميع أنحاء سوريّة الحبيبة. ونصلّي ليحلّ السلام في سوريّة والعالم.
إنّنا نشكر من يقف إلى جانبنا، من مؤسّسات ومنظّمات ودول، لكي تتابع الكنيسة خدماتها لجميع المواطنين حيث لها الدور الرائد في المجتمع السوريّ، وذلك من خلال الدعم المادّيّ والروحيّ والاجتماعيّ. تريد الكنيسة أن تساعد أولادها الأحباء لا سيما الشباب على الصمود وعدم الهجرة وقد أصبحت تسونامي، حملت أولادنا عبر البحار والمحيطات إلى أنحاء العالم. إنّنا نسعى إلى كيفيّة مساعدة أولادنا على البقاء والصمود رغم الأزمة والمعاناة. ومهما تكن الظروف لا بدّ لنا أن نبقى ونصمد ونشجّع أولادنا لكي يثبتوا حيث زرعهم الله في سوريّة مهد المسيحيّة، محافظين على إيمان أجدادهم. كما ندعو الذين اضطرّوا إلى الهجرة لكي يحافظوا على شعلة الإيمان المقدّس.
إنّنا نترحم على شهدائنا وضحايا العنف والإرهاب. ونذكر المفقودين والمخطوفين من أولادنا في كلّ بقعة في سوريّة، والكهنة والمطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي. نصلّي لأجل رئيسنا ومعاونيه ولأجل جيشنا الصامد الأمين على رسالة الوطن. فهم حماة الديار!
ونحب أن نشكر قداسة البابا فرنسيس الذي يذكر سوريّة أسبوعيّاً مرة أو مرتين بهذه العبارة: "سوريّة أو سوريّتي الحبيبةّ". وقد أظهر في هذا الشهر محبّته لسوريّة بأن رقى سيادة السفير الباباويّ في دمشق المطران ماريو زيناري إلى مصف الكرادلة ولقد أراد قداسة البابا أن يعبّر عن شكره وتقديره فوضعه على رأس لائحة الكرادلة، وقرّر أن يبقى سفيراً وكردينالاً في سورية. وقال قداسته لدى إعلان اسمه في مصف الكرادلة. وإنّ هذا التدبير هو علامة تضامن ومحبّة نحو سورية الحبيبة والشهيدة.
نشكر المخلّص يسوع المسيح الراعي الصالح على عنايته بكنيسته وبسوريّة. حيث ظهر فيها لشاول بولس على طريق دمشق، فحوّله إلى رسول الأمم انطلاقاً من سوريّة. ونستمطر على كنيستنا وبلدنا الحبيب سوريّة فيض البركات من لدن الله ولا سيّما نعمة بقاء المحبّة عامرة في قلوبنا جميعاً وفي كلّ أنحاء سوريّة. ويبقى التعاون والتضامن والإخاء والعطاء والقيم الإيمانيّة والوطنيّة والتراثيّة التي تميّزت بها سوريّة.
ونقول لجميع أبنائنا ولجميع أبناء سوريّة مع قداسة البابا فرنسيس: "لا تتركوا شعلة الأمل تنطفئ في قلوبكم". وابقوا هنا في سوريّة الحبيبة نوراً وملحاً وخميرة.